فلسطين أون لاين

أكد أنّ جهد السلطة السياسي بلا رصيد

عبد القادر: خطوات الاحتلال لتهويد الأقصى تجرُّ المنطقة إلى "حرب دينية"

...
حاتم عبد القادر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات - أرشيف
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حاتم عبد القادر، أنّ حكومة المستوطنين الفاشية تقوم بخطوات بطيئة "فوق الأرض وتحتها" لتهويد المسجد الأقصى، من شأنها جرّ المنطقة إلى حرب دينية.

وقال عبد القادر لصحيفة "فلسطين": "إنّ اقتحامات الاحتلال للأقصى، والتي بات يواكبها اقتحامات أسفله، واستمرار الحفريات وبناء الأنفاق واستخدامها كمقر لحكومة المستوطنين المتطرفة، سيكون لها تداعيات خطيرة على الوضع القائم، ومن شأنها إشعال المنطقة بأسرها وجرّها إلى حرب دينية".

وأشار إلى أنّ جماعات "الهيكل" المزعوم ليست معزولة عن "المؤسسة الإسرائيلية الرسمية"، وتشاركها في اتخاذ وصنع القرار؛ بهدف تهويد المسجد الأقصى، وليست كما يحاول الاحتلال تصويرها بأنها جماعات معزولة.

وشدّد على أنّ مشاركة أعضاء من حكومة الاحتلال و"الكنيست" الإسرائيلي بالاجتماع الذي ضمّ منظمات "الهيكل" المزعوم المتطرفة، يؤكد تواطؤهم الكامل مع المنظمات الإرهابية الإسرائيلية في القدس، ودفعها إلى مواصلة جرائمها وممارساتها العنصرية.

واقع جديد

وأكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أنّ حكومة الاحتلال والجماعات المتطرفة تستخدم ما تسمى "الأعياد الدينية" أداة لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، وإرسال رسالة لكل من يهمه الأمر تزعم "أنّ المكان منطقة إسرائيلية ومكان مُقدّس لها".

واعتبر عبد القادر، أنّ إعلان الاحتلال يوميًّا عن مناسبات جديدة، واختراع "أعياد" لم نكن نسمع عنها سابقًا، هدفها إعطاء ذريعة ومبرر لاقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين للأقصى.

وأشار إلى أنّ الدعوات الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى ليست جديدة، وسرعان ما تفشل بفضل صمود وتصدي القوى الوطنية والإسلامية والمقدسيين لها، وإفشال محاولة تغيير الأمر الواقع داخل المدينة المقدسة. 

وعن دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى بما يسمى "عيد الأسابيع" اليهودي غدًا الجمعة، أكد عبد القادر، أنّ استمرار الاقتحامات للأقصى سيُصعّد الأوضاع في القدس، ولن يكون هناك هدوء طالما تواصلت تلك الاقتحامات، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جميع التداعيات المترتبة عليها.

وقال: "رغم سياسة التضييق التي تمارسها شرطة الاحتلال لمنع دخول الفلسطينيين من الوصول للأقصى، كالتدقيق في هوياتهم الشخصية واحتجاز بعضهم عند بواباته، إلا أنهم ينجحون في التصدي للمستوطنين، وطردهم من الباحات المقدسة، وإفشال مخططاتها التهويدية".

اقرأ أيضًا: هيئة مقدسية: شعبنا يحتضن المقاومة ويُفشِل مخططات تهويد الأقصى

وأكد أنّ الاحتلال يحاول بشكل مستمر تفجير الأوضاع؛ بهدف فرض واقع جديد في الأقصى، لكنّ تلك المحاولات لن تكون لمصلحة الاحتلال ولن تخدم مشروعه، مشيرًا إلى أنّ لديهم أكثر من تجربة مع المقدسيين، مرورًا بالبوابات الإلكترونية، ومصلى باب الرحمة، والتي انتهت بإفشال مخططات الاحتلال.

مظلة سياسية

وعن اللقاءات والمؤتمرات الدولية التي تُعقد لنصرة القدس والأقصى، قال عبد القادر: "إنّ المؤتمرات الدولية لا تُسمن ولا تغني من جوع، ولم تساهم بأيّ شكل من الأشكال بدعم صمود المقدسيين أو توفير الحد الأدنى لاحتياجاتهم".

وأضاف: أنّ كل ما يجرى في المؤتمرات عبارة عن خطابات ليس لها رصيد على أرض الواقع، فالمقدسيون يواجهون سلطات الاحتلال بإمكانات بسيطة ومتواضعة وبصدورهم العارية.

وأكد وجود تقصير خطير من العالم العربي والإسلامي تجاه القدس والأقصى يصل إلى حدّ التآمر عليه.

وعن دور السلطة تجاه الأقصى، قال عبد القادر: إن الإمكانات الفلسطينية السياسية والمادية غير قادرة على توفير الحد الأدنى من مقومات الصمود، مشددًا على أنّ الجهد السياسي الفلسطيني ليس له أيّ رصيد لدى المجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي. 

وأوضح أنّ الإمكانات الفلسطينية وحدها لا تكفي لردع الاحتلال، فهي بحاجة إلى رؤية إستراتيجية ودعم عربي وإسلامي من أجل الحفاظ على عروبة القدس والمقدسات، مشيرًا إلى أنّ العديد من المناشدات والطلبات بالتوجه إلى المحكمة الدولية لم تردع الاحتلال.

وحول التطبيع العربي مع الاحتلال، أكد عبد القادر، أنّ تطبيع بعض الدول العربية زاد من تغول (إسرائيل) على الشعب الفلسطيني بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص، وأعطى مظلة سياسية للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم هناك، محملًا المُطبّعين المسؤولية الكاملة عن تمادي الاحتلال والجماعات الاستيطانية في ارتكاب جرائمها بحق القدس والأقصى.