فلسطين أون لاين

مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله 

حوار " حب الله": القدسُ العنوان وسنكون على قدر المسؤولية في المواجهة الكبرى

...
مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله، عضو المجلس السياسي حسن حب الله
بيروت-غزة/ حاوره يحيى اليعقوبي: 
  • مناورة حزب الله أوصلت رسالة بجهوزية مقاومة لبنان و"ما خفي أعظم"
  • لن نصمت عن أيّ عدوان على جبهات المقاومة وتدخّلنا مختلف بين معركة وأخرى
  • تركيبة المجتمع اللبناني تحول دون حصول اللاجئين الفلسطينيين على حقوقهم كاملة 
  • علاقتنا بحماس وقوى المقاومة "جيدة" وقائمة على "تنسيق عملياتي"

شدّد مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله، عضو المجلس السياسي حسن حب الله على أنّ القدس المحتلة عنوان أيّ معركة قادمة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ الحزب سيكون على قدر المسؤولية في المواجهة الكبرى الفاصلة وأنه لن يصمت على أيّ عدوان على جبهات المقاومة، بل سيكون له تدخل مختلف بين معركة وأخرى، حسب الحاجة.

وقال حب الله في حوار خاص بصحيفة "فلسطين": إنّ أيّ عدوان على عناوين الأمة لا يمكن التهاون فيه، إذ ستهبُّ الأمة كرجل واحد إذا ما تمادى الاحتلال على المسجد الأقصى والأسرى أو تعرّض الشعب الفلسطيني لحالة من الإبادة.

ووصف المعارك الحاصلة في فلسطين بأنها "معارك بين الحروب"، موجهًا رسالة للاحتلال: "سنكون على قدر المسؤولية إذا وقعت المواجهة الكبرى".

وأضاف أنّ وحدة مسارات المقاومة حقّقت نقاطًا كثيرة خلال الجولات والمعارك وصولًا لتحقيق الانتصار، واحدة منها هي قوة الردع التي تحقّقت في لبنان وغزة، فيما يحاول الاحتلال اختراقها في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد أنّ مناورة حزب الله الأخيرة وجّهت رسالة للاحتلال أنّ المقاومة في لبنان على أهبة الاستعداد لأي غدر إسرائيلي، فهو عدو لا ينفك عن زرع الفتن والاعتداء على الوطن العربي والإسلامي.

وحدة الجبهات

وحول محاولة الاحتلال تفكيك وحدة الجبهات، أكد حب الله أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقيادة جيشه العسكرية يعلمون أنّ محور المقاومة يكون حاضرًا في كل جولة تصعيد، بالدعم والرفد بمجالات مختلفة؛ أمنية واستخباراتية ومعلوماتية وغيرها.

ووصف المقاومة بأنها كسلسلة لها حلقات مترابطة كالجسد الواحد، مؤكدًا أنّ حزب الله لن يصمت على أيّ عدوان على أيّ محور من محاور أو جبهة من جبهات المقاومة.

ونبّه إلى أنّ المقاومة تعطي كلّ جولة حجمها الطبيعي، ليس بحجم المعركة الفاصلة "وتدخُّلنا مختلف بين معركة وأخرى".

وبشأن القدرات التي عرضها حزب الله في المناورة التي أطلقها بمناسبة "عيد المقاومة والتحرير" في الذكرى الـ23 لتحرير جنوب لبنان، قال إنها مناورة رمزية الهدف منها ردع الاحتلال، بأن لا يفكر بأيّ عدوان أو باستضعاف أهلنا بالضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948، أو أيّ عمل تخريبي للوضع اللبناني "والحزب أخفى قدرات أعظم بكثير مما عرض".

رشقة صواريخ لبنان

وحول رشقة الصواريخ التي أطلقتها المقاومة من لبنان، أكد أنّ التزام حزب الله بقرار توقُّف "الأعمال الحربية" في حال توقُّف الاحتلال عن مهاجمة لبنان، لا يعني التزام الآخرين به، بل يكون الرد حسب العدوان.

وعدّ اعتداء الاحتلال على المعتكفين في المسجد الأقصى استباحةً كبيرة لها عواقب، وحزب الله لا يستطيع مصادرة رأي الأمة إذا أعطى عهدًا أو التزم به، مؤكدًا أنّ المقاومة الفلسطينية في لبنان تعمل وفق المصلحة في اختيار توقيت الرد، وهذا الأمر متروك للقيادة الميدانية.

ولدى سؤاله عن مستوى العلاقة بين الحزب وحركة المقاومة الإسلامية حماس، وصف العلاقة بالجيدة معها والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية، وأنّ الحزب يتعامل مع الشعب الفلسطيني ككل، لافتًا إلى أنّ العلاقة بقوى المقاومة ليست بروتوكولية وإنما عملياتية.

وأردف أنّ الاحتلال يحاول استغلال اختلاف خصوصية بيئات المقاومة سواء بالضفة أو غزة أو لبنان، إلا أنّ حزب الله لن يسمح بالاستفراد بأيٍّ من الجبهات.

وعن واقع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في لبنان، أوضح أنّ حزب الله كجزء من المجتمع اللبناني طالب بحصولهم على حقوقهم كلاجئين، وعدم وصفهم بالجالية، لكنّ تركيبة المجتمع اللبناني الطائفية تحول دون حصولهم على كامل حقوقهم، مردفًا: فرضنا حقّ العمل والسكن وإن كان مؤقتًا، وهذا كحد أدنى من الحقوق، وسنبقى إلى جانبهم، وهناك تنسيق مع الفصائل من أجل ذلك.

النكبة والتطبيع

وفي الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، وجّه المسؤول السياسي رسالة للشعب الفلسطيني، قائلًا: "نتذكر النكبة كرسالة للعالم على مظلومية الشعب الفلسطيني، لا لنبكي بل لنمسح كلّ آثارها"، مشددًا على أنّ الكفاح المسلح هو الطريق للعودة إلى فلسطين ونيل الحقوق كاملة.

وأضاف أنّ الشعب الفلسطيني صبر كثيرًا وبقي القليل، وعلى الأسرى الصمود والثبات حتى تحريرهم، فما تَحقّق في السنوات الماضية كان كبيرًا، والسنوات المقبلة ستشهد النصر المبين على الاحتلال.

وأشار حب الله إلى عدم وجود أيّ تواصل بين حزب الله والسلطة، لاعتراض الحزب على اتفاق "أوسلو" الذي لا يصبُّ في مصلحة القضية والشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضًا: تقرير مناورة "حزب الله" تبدّد آمال الاحتلال بتفكيك وحدة الساحات

وتَطرَّق عضو المجلس السياسي للحزب إلى هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال، منوهًا إلى أنّ التطبيع بقي مقتصرًا على الأنظمة، أما الشعوب فأثبتت أنها لا تريد التطبيع ولا تعمل به، ما أصاب الاحتلال بخيبة أمل.

وبرهن صحوة الشعوب، بأنه رغم توقيع مصر اتفاق "كامب ديفيد" مع الاحتلال قبل 50 سنة إلا أنّ الشعب المصري لا يزال يرفض التطبيع مع الاحتلال.

ولفت إلى أنّ استمرار المظاهرات الاحتجاجية في دولة الاحتلال يؤسّس لانهيارها، وأنّ هذا الانهيار سببه وجود المقاومة التي خلقت أزمات متتالية لديه ستردي به نحو التفكك.