فلسطين أون لاين

الرملة.. أرض الصناعات وقبلة السُّياح

...
الرملة - أرشيف
غزة/ أدهم الشريف:

أسّسها الأمويّون وبقيت تحت الحكم الإسلامي حتى عهد العباسيين إلى أن وقعت تحت السيطرة الصليبية، وبقيت في المرحلة اللاحقة في تجاذب بين المسلمين والصليبيين للسيطرة عليها، لتقع بعدها تحت الحكم العثماني ثم الاحتلال الفرنسي، لينتهيَ بها الحال في قبضة الاحتلال الإسرائيلي الذي أعقب الاحتلال البريطاني.

تقع الرملة على بعد خمسة وأربعين كيلو مترًا عن مدينة القدس، وتتجلى أهميتها في موقعها التجاري من جهة، وبوصفها ممرًّا إستراتيجيًّا يصل يافا بالقدس من جهة أخرى، كما تمر بالمدينة الطرق والسكك الحديدية التي تربط مصر ببلاد الشام والعراق.

سميت بالرملة نسبة إلى الرمال التي كانت تحيط بها، ارتفع عدد سكانها من 6500 نسمة قبل الحرب العالمية الأولى إلى 16370 عام 1946، وتوسّعت مساحة المدينة تدريجيًّا حتى بلغت عام 1769 دنمًا، ولاحقًا شهدت مرحلة نمو سريع في مستويات سكانها التعليمية والثقافية.

سقطت الرملة بيد "العصابات الصهيونية" سنة 1948، وطردت معظم سكانها، ودمّرت بعض بيوتها ولم يبقَ من سكانها إلا القليل.

اقرأ أيضًا: 74 منذ مطلع العام.. قتيل في جريمة إطلاق نار بالرملة

وفرضت سلطات الاحتلال فور احتلالها حظرًا للتجول على المتبقّين في المدينة، وأحاطت مكان وجودهم بالسياج، وباتت هذه المنطقةُ تُعرف بـ"الغيتو"، وهم يعيشون حتى يومنا في أحياء خاصة بهم "كالجواريش" و"الرِّباط" وفي البلدة القديمة.

رفض الاحتلال إعادةَ السكان العرب المتبقّين إلى منازلهم، واعتبرهم "حاضرين غائبين"، لعدم تواجدهم في بيوتهم عند احتلال المدينة، وأحلت مكانهم يهودًا قَدِمَ معظمهم من العراق والمغرب وليبيا.

كما صادر الاحتلال مساحات زراعية شاسعة منْ ملاكها العرب، وقامت باستغْلالها في زراعة الفواكه والحمضيات.

تميّزت الرملة منذ القدم ببعض الصناعات، مثل: صناعة الأقمشة القطنية والكتانية، وغزل الصوف، والبُسط، ومنتجات الألبان، وزيتِ الزيتون، والصابون.

تُعدُّ الرملة منَ المَناطقِ الصناعية الرئيسة، حيث أَنشأَت سلطات الاحتلالِ صناعات حديثة تختص في الكيماويات والبلاستيك، بالإضافة إلى صناعة الأجهزة الكهربائية وغيرها، وقد تحولت أَيضًا إلى مركز للأبحاث، إذ تَضمُّ ثلاثة مفاعلات نووية، بالإضافة إلى معهد "وايزمان" للعلوم.

تضم الرملة العديد من المواقع الأثرية الهامة، مِنها الجَامعُ الكبيرُ، وبقايا قصر سليمان بن عبد الملك.

وتشتهر المدينة ببركة العنزية، والجامع الكبير، والجامع الأبيض، ومئذنته، وقبر الفضل بن العباس، ومقام النبي صالح عليه السلام، ما يجعلها قِبلة للسياح.

أما فيما يتعلق بأشهر مدارس فيها فهي مدرسة بستان بلدية الرملة، والمدرسة الصلاحية، ومدرسة الإناث الوطنية، وقد تَخرَّج من الرملة عدد من العلماء ساهموا في تنشئة أجيال كثيرة من سكانها.

من أشهر أبنائها في العصور الماضية الشاعر "أبو الحسن التهامي"، كما خرّجت العديد من قادة المقاومة والجهاد، من أبرزهم الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد".

المصدر / فلسطين أون لاين