عدَّ مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، أنّ مخطط اليمين الإسرائيلي، والمعروف بـ"القدس 2050"، يُبدّد حلم شعبنا بدولة فلسطينية عاصمتها الأبدية مدينة القدس، لما تشهده هذه المدينة من محاولات إسرائيلية لا تتوقف، لطرد سكانها المقدسيين، وإحلال المستوطنين اليهود.
وبيّن التفكجي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنّ المخطط الإسرائيلي هذا قائم على الدمج الكامل المتكامل بين شرقي وغربي مدينة القدس بما يضمن عدم تقسيمها مرة أخرى، والحيلولة دون تحقيق الرؤية الدولية باعتبار شرقي القدس عاصمة دولة فلسطين.
وكانت (إسرائيل) احتلت مدينة القدس على مرحلتيْن إبَّان نكبة 1948 ونكسة 1967، وهي منذ ذلك الحين تُصعّد وتيرة التهويد مقابل زيادة مشاريع التوسع الاستيطاني.
وبيّن التفكجي الخبير في شؤون الاستيطان، أنّ حكومات الاحتلال المتعاقبة تسير وفق مخططات وُضعت منذ 1967، بهدف إنهاء أيّ مشروع سياسي يتعلق بالدولة الفلسطينية عبر عمليات التهويد والاستيطان.
وأضاف: إنّ الاحتلال يسعى إلى تطبيق مخطط "القدس 2050" من خلال مصادرة المزيد من أراضي القدس، وبناء المستوطنات عليها.
وكانت ما تسمى "اللجنة المحلية الإسرائيلية للتنظيم والبناء" في القدس المحتلة صدَّقت مؤخرًا على إيداع مُخطَّطين لدى اللجنة اللوائية، لإقامة 1700 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة.
وتُنفّذ (إسرائيل) مخططها لعام 2050، عن طريق توسيع رقعة البناء الاستيطاني فيها، وتكثيف وجود اليهود على حساب المقدسيين، وإقامة سكك الحديد، وأنفاق التهويد أسفل أحياء القدس وقراها، وكذلك المسجد الأقصى.
و"مخطط 2050"، يرسم حدودًا جديدة لمدينة القدس، وهو بمثابة رؤية جديدة لليمين بشأن المشاريع طويلة الأمد لمدينة القدس، وِفق التفكجي.
اقرأ أيضًا: التفكجي: قرار بناء مقطع من الجدار العازل شمال الضفة لـ"تثبيت وقائع جديدة"
ونبَّه على أنّ المخطط يُركّز أيضًا على القطاع السياحي باعتباره محركًا للتنمية الاقتصادية لجذب المزيد من المستوطنين إلى القدس، واستخدامه أداة للسيطرة على الرواية، وضمان إبراز القدس للعالم الخارجي كـ"مدينة يهودية" وِفق مزاعم الاحتلال.
ورجّح التفكجي استمرار هذه المشاريع وصولًا إلى مرحلة إنهاء كل ما يتعلق بالمواطن الفلسطيني داخل القدس، مقابل منح المستوطنين التسهيلات اللازمة لتمكين وجوده فيها؛ بهدف تغيير الواقع الديموغرافي.
ويُوفّر الاحتلال لتحقيق ذلك، وِفق التفكجي، الإمكانيات والميزانيات اللازمة لزيادة نسبة المستوطنين في القدس على حساب المقدسيين.
وأشار التفكجي إلى أنّ الرؤية الإسرائيلية تسعى إلى إيجاد مليون مستوطن في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، وقد وصل عددهم حاليًّا إلى 800 ألف تقريبًا بالضفة والقدس، بعدما كان تعدادهم قرابة 105 آلاف مستوطن مطلع تسعينيات القرن الماضي.
كما حذّر التفكجي من تداعيات تصديق سلطات الاحتلال على مخطط جديد لإقامة 1700 وحدة استيطانية بالقدس، مؤكدًا أنها ستؤثر جغرافيًّا وديمغرافيًّا على مدينة القدس، في الوقت الذي يُسابق فيه الاحتلال الزمن لتوسعة المستوطنات القائمة، وإقامة أخرى جديدة.
وذكر أنّ أهداف الاحتلال واضحة بعدم منح الفلسطينيين فرصة إطلاقًا لإقامة دولة عاصمتها القدس، لأنّ دولتنا في نظره عبارة عن تجمعات فلسطينية مرتبطة بأنفاق وجسور.