تتجهز منظمات "الهيكل" و"جبل المعبد" لحشد أكبر عدد من المستوطنين، في "عيد الأسابيع" أو "الشفاعوت" اليهودي، يوم الجمعة القادم.
ويقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب إن "الاحتلال وجماعات الهيكل، يستغلون كل المناسبات الدينية والقومية السياسية؛ لاقتحام المسجد الأقصى وتغيير الوضع فيه، والاعتداء على المقدسات الإسلامية".
وأكد أبو دياب لـ"القسطل" أن "الاحتلال يتحجج بالمناسبات الدينية، لمحاولة مشاركة المسلمين في المسجد، ويريدون أن يثبتوا حقًا زائفًا، في محاولة إيجاد صلة بين الأعياد اليهودية والمسجد الأقصى المبارك، حتى يتم غسل أدمغة العالم، بوجود تاريخ زائف".
وأوضح أن "عيد شفاعوت"، أو "الأسابيع"، يدّعي التلموديون أنه يوم نزول التوراة" مشيرًا إلى أن "هذا العيد التوراتي بعيدًا عن المسجد الأقصى ولا علاقة له فيه مكانيًا، وهم يزعمون أن التوراة كانت في مكان يسمى قدس الأقداس، داخل الهيكل، لإثبات أحقيتهم في المسجد الأقصى، ولاستفزاز مشاعر المسلمين".
وأشار إلى أن "في هذا اليوم، المسمى بالحصاد، يستعمل التلموديون كثيرًا من النباتات والمحاصيل، أي أن التوراة نزلت في الفترة، التي يتم فيها حصاد القمح والشعير" موضحًا أن "التلموديين يأكلون فقط في هذا اليوم الخضار والفواكه المجففة، والأجبان ومشتقات الألبان".
وأضاف أن "المستوطنين يحاولون خلال هذا اليوم، الدخول بلباس الكهنة، في ادّعاء منهم أن الكهنة كانوا يأخذون المحاصيل والألبان في هذا اليوم، تيمنًا بنزول التوراة داخل جبل المعبد".
فرض وقائع
واستدرك أن "هذه المناسبة تعد نوعًا من محاولة الدمج والصلة بين اليهودية والمكان، لفرض وقائع تهويدية عليه، في هدف السيطرة الكلية على المسجد الأقصى، وإبقاء اليهود على صلة دائمة مع الأقصى".
واستطرد أبو دياب بالقول إن "تكثيف الاقتحامات، تحت ذريعة الاحتفال بالمناسبات الدينية، هو خطة ليعتاد الشارع المقدسي والإسلامي على هذه الاقتحامات والتواجد اليهودي في المسجد الأقصى، وهو جزء من محاولة فرض الطقوس والأجندة والروايات التوراتية على المسجد الأقصى المبارك".
وأكد أن "هذا العيد مأخوذ عن الوثنية، والحضارة الرومانية الموجودة قبل آلاف السنين" موضحًا أن "حاخامات اليهود قد أبدلوا كثيرًا من العقائد ودمجوا الكثير من الأعياد مع عقيدتهم، وأصبح من المتعارف عليه، وكأنه عيد توراتي ديني، وتم ربطه بنزول التوراة، وحصاد القمح والشعير، والكثير من الأقوال والتفاسير الكاذبة".
وختم بالقول إن "منظمات الهيكل وكل الجماعات الدينية اليهودية، يحاولون فرض وقائع جديدة على الأقصى بشكل متسارع، ويوظفون كل المناسبات، لتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني في المسجد الأقصى، ليتلاءم مع رواياتهم ومخططات الاحتلال".
من جهته، يقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات إن "عيد نزول التوراة، مرتبط بتسلم اليهود الأجزاء الخمسة من التوراة، بعد 7 أسابيع من الخروج من جبل سيناء، وتسمى التوراة الأولى، والمتعلقة ببدء التكوين، والمعرفة".
وأضاف عبيدات لـ"القسطل" أن "هذا "العيد"، يعتبر واحدًا من الأعياد الدينية، التي صنعت له جماعات الهيكل علاقة بالـ"هيكل" مثل عيد الفصح، والعرش".
تطورات متسارعة
وأوضح أن "التلموديين يسمونه بـ"عيد الحصاد"، بمعنى موسم حصاد القمح، وسمي بالـ"بواكير" إشارة إلى تقديم ما يتم حصاده في بداية الموسم من القمح، والخضار، والفواكه للحاخامية في "العيد".
وأشار إلى أن "عيد الشفاعوت يأتي في الـ26 من أيار/مايو، يوم الجمعة، بالتزامن مع صلاة المسلمين في هذا اليوم المبارك، وتجرى من خلاله عمليات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى، ويؤدون خلالها طقوسًا تلمودية وتوراتية في ساحات المسجد الأقصى، بالتركيز على السجود الملحمي، باعتباره استفزازًا للمسلمين وكناية على فرض سيطرة دينية أخرى على الأقصى".
وبيّن عبيدات أن "الشفاعوت يعتبر من الأعياد الرسمية المتعلقة بالعودة إلى "الهيكل"، وبالتالي فإن الجماعات التوراتية والتلمودية، ستتجهز من أجل المشاركة فيما يسمى ذكرى نزول التوراة، من خلال اقتحام المسجد الأقصى".
واستدرك أن "هذا العيد يأتي في ظل الاقتحامات الواسعة الأخيرة من قبل وزراء حكومة الاحتلال والحاخامات المتطرفة وعلى رأسهم يهودا غليك".
واستطرد بالقول: "نشهد اقتحامًا واسعًا للمسجد الأقصى، سيتم من خلاله حشد الكثير من المستوطنين، من قبل منظمات الهيكل، وربما في هذا العيد سيحاولون القيام بعمليات الاقتحام من منطقة باب الأسباط المستهدفة في محاولة السعي لتكريس فصل مصلى باب الرحمة عن المسجد الأقصى وتحويله إلى كنيس يهودي، وبالتالي يصبح باب الأسباط جزءًا من المنطقة التي ينوي الاحتلال السيطرة عليها، في القسم الشرقي من المسجد الأقصى".
وختم بالقول إن "الأقصى أمام تطورات خطيرة متسارعة ومكثفة هذا العام، ويجري استغلال وتوظيف الأعياد الدينية والمناسبات القومية، من أجل تكثيف عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى بشكل واسع، حتى يتم صنع حياة وقدسية يهودية في الأقصى، تتجاوز موضوع التقسيم المكاني والزماني".