كشف رئيس مكتب شؤون القدس في حركة المقاومة الإسلامية حماس هارون ناصر الدين أن المقاومة أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على عدم السماح لـ"مسيرة الأعلام" التهويدية باقتحام المسجد الأقصى، ومنع المستوطنين من تنفيذ المخططات التي كانوا ينوون تنفيذها.
وأكد ناصر الدين في حديث خاص بصحيفة "فلسطين" أن حركته تلقت اتصالات عديدة من وسطاء إقليميين ودوليين حملت تعهدات من الاحتلال بألا تقتحم المسيرة الاستفزازية المسجد الأقصى، وألا تنفذ أي من مخططات المستوطنين التي كانوا يحشدون لها.
وقال إن رسالة حماس للوسطاء كانت أن "سيف القدس" لا يزال مشرعًا، وأن الأقصى وأهل القدس خط أحمر، منبهًا إلى أن المقاومة أطلقت بالتزامن مع يوم "مسيرة الأعلام" صاروخًا طويل المدى تحذيرًا للاحتلال من مغبة تجاوز الخطوط الحمراء.
وأشار ناصر الدين إلى أن "مسيرة الأعلام" تمت بحماية من آلاف الجنود المسلحين، الذين يعادل عددهم عدد المشاركين فيها، مضيفًا أن ضَعْف المشاركة جعل الجميع يشكك في هذا الاحتلال الذي يحتاج إلى الآلاف من جنوده حتى يرفع علمه، وقد خرج خاسرًا في هذه المسيرة.
اقرأ أيضاً: "مسيرة الأعلام".. مظاهر عربدة واستفزاز كسرتها المقاومة بـ"سيف القدس"
ولفت إلى أن المقاومة انتقلت إلى مرحلة الدفاع عن الثوابت الفلسطينية، فخاضت معركة "سيف القدس" عام 2021 ومعركتي "الاعتكاف" في رمضان و"ثأر الأحرار" ردًّا على اغتيال قادة سرايا القدس، مؤكدًا أن هذا النهج سيستمر حتى التحرير بمشاركة كل قوى المقاومة والشعوب العربية والإسلامية الذين باتوا يمثلون محور المقاومة.
وبشأن اقتحام وزير "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير الأقصى أمس، وصف ناصر الدين اقتحام الوزير المتطرف والمستوطنين تحت حراسة مشددة بعشرات الجنود في الصباح الباكر بأنه "كالسارقين"، ما يؤكد أنهم يعلمون أنه لا مكان لهم على هذه الأرض، ولا في المسجد المبارك، ولن يكون لهم في يوم من الأيام.
وعدّ أن بن غفير باقتحامه يريد تعويض عدم تمكنه من فعل شيء مما وعد به في رمضان من ذبح قرابين وغيره من المخططات التهويدية، منبها إلى أن الاحتلال رغم خسارته سيواصل محاولاته لتقسيم الأقصى مثلما فعل في المسجد الإبراهيمي، الذي سيعود إسلاميًّا بنضال أهل الخليل وفلسطين.
وشدد على أن جميع محاولات الاحتلال ستتحطم أمام إرادة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن القدس والأقصى، وأن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته قيادة وحركات ومقاومة والشعوب العربية والإسلامية مجندون في معركة القدس حتى تحريرها.