فلسطين أون لاين

تقرير "الأمل البيئية".. مزرعة ريادية في الخليل تعمل بنظام المكافحة الحيوية

...
مزرعة الأمل البيئية
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

تتنقل بيان اقطيط في مزرعتها العضوية بقرية رابود في دورا جنوب مدينة الخليل، بين أشتال الخضراوات، تقطف الناضج منها، وتزيل العشب الضار، وتشرف على ريها يوميًا بمساعدة والدها المزارع الذي منحها أرضًا لتُنشئ مشروعها "مزرعة بيان البيئية".

استطاعت اقطيط "28 عامًا" من حديقة منزلها نشر ثقافة الزراعة العضوية في مدينتها حتى وصلت إلى أنحاء الضفة الغربية، إذ تلقى منتجاتها الزراعية رواجًا كبيرًا بين المواطنين وتجار الخضراوات أيضًا، بعدما كانت تضطر لتوزيعها هدايا للناس، وبالمجان على أهالي قريتها، حتى يقبلوا على شرائها.

في عام 2017، دفعها حبها للزراعة نحو الالتحاق بدورة تدريبية حول الزراعة البيئية، فطبقت ما تعلمته في حديقة منزلها الواقعة على مساحة 200 م2. 

تفاجأت بيان بالنتائج المبهرة لحجم إنتاج محاصيلها التي وصلت لـ1000 كجم لجميع الأصناف من الكوسا، والفلفل، والخيار، والباذنجان، رغم الكلمات المثبطة التي لاقتها ممن حولها بأن إنتاجها سيكون ضعيفًا، حتى صارت أصغر مُزارعة بيئية في مدينة الخليل.

تقول بيان لـ"فلسطين": "في عام 2018م دفعني الشغف في الزراعة لتوسعة حلمي وافتتاح المزرعة البيئية الأولى في الخليل بعدما أهداني أبي دونمًا من أرضه، لأنفذ مشروعي عليه على الرغم من أنني أتبع نمطًا زراعيًا جديدًا لم يعتمده أبي من قبل".

المصاطب الزراعية

في البداية واجهت نظرات المجتمع التي تعيب على المرأة العمل بالزراعة وفلاحة الأرض لا سيما في قريتها، ولكنها لم تُلقِ بالًا لهذه الانتقادات وتابعت نحو تحقيق هدفها الذي أصبحت إحدى ريادياته في الوقت الحالي، حيث تدير مزرعة "الأمل البيئية". 

تضيف: "تحولت لإقامة بيت بلاستيكي للزراعة البيئية ومصاطب مرتفعة، يعمل بنظام المكافحة الحيوية، دون استخدام أسمدة كيماوية، ومبيدات حشرية أيضًا، بهدف إنتاج غذاء صحي خالٍ من السموم، صديق للبيئة والإنسان".

وتعتمد بيان على النباتات العطرية في مزرعتها، وتبين أنها تستخدمها لمكافحة الحشرات والحد منها، مع زراعة عدة أصناف في وقت واحد وعدم الاعتماد على صنف واحد كما يفعل كثير من المزارعين.

وتنبه إلى أنها لا تستخدم آلات حراثة لتقليب التربة، بل الزراعة في مزرعتها مستمرة ومستدامة وصالحة للزراعة لمدة 15 عامًا، وتكتفي بإضافة المواد العضوية، ونكش الأرض يدويًا فقط.

وعن جدوى المصاطب المرتفعة كنظام زراعي، توضح اقطيط أنه نظام يعتمد على حفر التربة لعمق 30 إلى 40 سم، مع إضافة مواد عضوية كالقش، والحطب، وروث الحيوانات غير المخمر، ومن ثم يتم ردم هذه الحفر، وإضافة الكومبوست المخمر للتربة.

ويساعد المزارعة اقطيط أفراد عائلتها في قطف وتوزيع وتسويق خضراواتها، حيث تعتمد أيضًا على تسويق منتجاتها الزراعية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعملية القطاف في بعض الأحيان تبدأ مع ساعات الفجر الأولى ولا سيما في الأجواء الصيفية الحارة، ومع ساعات الصباح الأولى في الأجواء المعتدلة والباردة.

وتزرع بيان الفقوس، والخيار، والقرنية، والزعتر، والمرمية، والبقدونس، والنعنع، وغيرها من الأصناف الموسمية والدائمة، وتعتمد على الزراعة المروية والبعلية في زراعتها.

طموح 

وتشير اقطيط إلى أن ثقافة الزراعة البيئية (العضوية) غير منتشرة في فلسطين، لذا واجهت صعوبات في البداية لتسويق منتجها، حيث اضطرت إلى توزيعه كهدايا، والمشاركة في معارض لتعريف الناس بهذا النوع من المنتجات.

وتلفت إلى أن جائحة كورونا كانت حافزًا لها من أجل تطوير مشروعها، والحصول على العديد من الدورات في الزراعة البيئية، والذهاب نحو دخول مجال التصنيع الغذائي لمنتجاتها الزراعية، وكذلك إنتاج البذور العضوية.

ومن الصعوبات التي تعيق توسع مشروعها حاليًا، ارتفاع سعر كوب المياه الذي يصل ثمنه إلى 15 شيقلًا، ما يرفع من تكاليف الزراعة.

وتراكم هذه الخبرات، التي دعمتها بالتجارب الحقيقية على أرض مزرعتها، أهَّلها لتكون مدربة في مجال الزراعة البيئية وتشجيع الشباب على خوض هذه التجربة.

وتطمح بيان لإنشاء شركة شبابية رائدة في مجال الزراعة البيئية، والتصنيع الغذائي، وأن تكون نموذجًا يحفز الشاب لكي يطوروا مهاراتهم، وإنشاء مشاريعهم الخاصة وألا ينتظروا الوظيفة.