لم تتوقف مساعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لبسط سيطرتها الكاملة على قرية "شوفة" الواقعة في جنوب شرق طولكرم، عبر تكثيف المشاريع الاستيطانية وتضييق الخناق على أهلها الفلسطينيين.
واستولت سلطات الاحتلال، أمس، على خمسة دونمات من أراضي "شوفة" بعد أن وزعت في وقت سابق إخطارات بوضع اليد على نحو خمسة دونمات من أراضي القرية الواقعة على الطريق الممتدة من حاجز شوفة العسكري "البرج" إلى الشمال باتجاه مستوطنة "أفني حيفتس" الجاثمة على أراضي القرية.
وكانت سلطات الاحتلال جرفت قبل نحو ثلاثة أشهر أراضي جنوبي القرية بمنطقة جبل "المرابيع" في مقدمة للاستيلاء عليها وإقامة مشاريعها الاستيطانية.
وتبعد قرية "شوفة" 8 كم عن طولكرم، ويحدها من جهة الشرق قرى بيت ليد وسفارين ومن الشمال عنبتا وكفر اللبد وبلعا ومن الغرب طولكرم وفرعون ومن الجنوب كفر صور والرأس.
اقرأ أيضًا: جدار استيطاني بين جنين وطولكرم.. فصل عنصري جديد وخنقٌ للمزارعين
وتقام القرية على جبل مرتفع مقارنة بالقرى المجاورة لها، ويبلغ ارتفاعها حوالي 360 مترًا عن سطح البحر الذي تبعد عنه نحو 20 كم، كما تعرضت لتجريف وتدمير أكثر من 200 دونم من الأراضي الزراعية بواسطة الجرافات الإسرائيلية من أجل إقامة محطة تقوية لشركة الكهرباء الإسرائيلية.
مضايقات مستمرة
وأكد الناشط في مجال الاستيطان بقرية شوفة مراد دروبي، أن القرية تتعرض يوميًّا لمضايقات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال تهدف السيطرة على ما تبقى من أراضيها، مشيرًا إلى أن زحف مستوطنة "أفني حيفيتس" التهم آلاف الدونمات من أراضي القرية والقرى المجاورة.
وبيّن دروبي في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال سلمت إخطارات بوضع اليد على نحو خمسة دونمات من أراضي القرية، حيث قدّم الأهالي في وقت سابق اعتراضات لإبطال الإجراءات الرامية للاستيلاء على أراضيهم، إلا أنها قوبلت بالرفض.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال استولت عام 1987م، على قطعة أرض وجرفتها واندلعت احتجاجات بين الأهالي والمستوطنين نجم عنها إصابة واعتقال العشرات من المواطنين، فاضطر الاحتلال وقتها إلى وقف العمل عامًا كاملًا وبعدها بدأ في وضع أساسات في المكان ووضع نحو 100 حاويات– بيوت متنقلة- جثم بها نحو 300 مستوطن.وأضاف: أن المستوطنين بدأوا بالتمدد والزحف عبر رعايتهم للأغنام ووضعوا حاويات بالمنطقة تمهيدًا لسلب مزيد من أراضي القرية، محذرًا من مخططات الاحتلال في المنطقة وتضييق الخناق على سكانها لدفعهم للرحيل عنها، فالأهالي معرضون للاعتداء من المستوطنين في أي لحظة لقرب وحداتهم الاستيطانية من سكان القرية.
عزل القرية
وأكد الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية، قائلًا: إن الاحتلال لم يترك مكانًا في الأراضي المحتلة إلا وسلب أجزاء منها إلى جانب عزل بعض البلدات الفلسطينية عن بعضها.
وعدّ حنتش في حديث لصحيفة "فلسطين" أن مصادرة سلطات الاحتلال دونمات من أراضي "شوفة"، مقدمة لمصادرة آلاف الدونمات لصالح البناء والتوسع الاستيطاني، وعزل القرية عن المدن الفلسطينية.
اقرأ أيضًًا: جبل صبيح.. ميدان المواجهة المستمر في مواجهة الاستيطان
وحذّر من مخططات الاحتلال في قرية "شوفة" وتهجير أهلها منها وعزلها عن محيطها العربي عبر ربط مستوطنة "أفني حيفتس" بـ"عناب"، وبمستوطنة "سلعيت".
وأشار إلى أن الأهالي رفعوا أكثر من مرة قضايا في محاكم الاحتلال، رفضًا للاستيلاء على أراضيهم كونهم يملكون أوراقًا ووثائق تثبت ملكيتهم فيها وتدحض المزاعم الإسرائيلية بأنها "أراضي دولة"، لكن دون جدوى.
ودعا حنتش، السلطة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، لرفع قضايا على سلطات الاحتلال في المحاكم الدولية لسلبها الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنين.
سيطرة إسرائيلية
بينما قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس: إن سلطات الاحتلال تحاول جاهدة السيطرة على جميع الأراضي الفلسطينية وتحديدًا في المنطقة (C) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وفق اتفاق "أوسلو".
وأكد دغلس في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن اعتداءات المستوطنين على الأراضي الفلسطينية في تزايد مستمر، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال تحاول فرض سيطرتها على الأرض عبر القيام بأعمال تجريف ووضع كرفانات ومنع رعاة الأغنام والمزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وعدّ أن مصادرة سلطات الاحتلال خمسة دونمات من أراضي قرية "شوفة" جاءت بمباركة من حكومة المستوطنين الفاشية "والتي أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين من أجل وضع اليد على الأراضي التي يرغبون بها"، داعيًا الكل الفلسطيني للوقوف في وجه الاحتلال ومستوطنيه وعدم الاستسلام لمحاولات سلب الأراضي الفلسطينية.