فلسطين أون لاين

آخرها هدم 3 مساكن ومصادرة محتوياتها

تقرير تجمع "وادي الجمل" شرقي القدس يصارع الهدم والاستيطان منذ سنوات

...
شرقي القدس - أرشيف
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

"دون سابق إنذار" وضمن سياسة التهجير القسري، داهمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح وآليات الهدم صباح أمس، تجمع "وادي الجمل" الواقع شرقي القدس المحتلة، للبدء بهدم مساكن بدوية.

فحين اقتربت الساعة عند الثامنة صباحًا من يوم الثلاثاء الماضي، انتشر حوالي 50 جنديًا إسرائيليًا ترافقهم الجرافات العسكرية على أطراف التجمع وحاصرته بالكامل، قبل البدء بهدم المساكن التي أخطرت أصحابها قبل أيام "دون تحديد موعد الهدم الفعلي".

وقبيل الهدم بلحظات قليلة، اقتاد جنود الاحتلال أصحاب ثلاثة مساكن بدوية إلى إحدى سياراتها العسكرية وحاصرتهم بداخلها، تحسبًا لتدخلهم للدفاع عن مساكنهم في أثناء الهدم، كما يقول مسؤول تجمع "وادي الجمل" المختار علي السيايدة.

وبعدما أحكمت جنود الاحتلال سيطرتهم على المكان وساكنيه، راحت جرافات الاحتلال تغرس أنيابها الحديدية الثقيلة داخل المسكن الأول الذي يتكون من "بركس" لا يقي ساكنيه حر الصيف ولا برد الشتاء.

مرّت دقائق حتى انتقلت جرافة الاحتلال إلى المسكن الثاني والثالث أيضًا، حتى أصبحت جميع المساكن مسويّة في الأرض، بعد أن صادرت محتوياتها وخزانات وأنابيب مياه وتمديدات كهربائية أيضًا، وفق ما ذكر "السيايدة" لصحيفة "فلسطين".

وأفاد السيايدة بأن جيش الاحتلال لم يكتف بهدم المساكن الثلاثة فحسب، بل أعدم نحو مئة شجرة زيتون بعد تجريفه لثلاثة دونمات في الموقع.

ويقول مسؤول التجمع: إن ما تُسمى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال أبلغت أهالي المساكن قبل عشرة أيام أنها تنوي هدمها "لكن دون تحديد موعد".

وأوضح أن هذه المساكن الثلاثة تحديدًا، تتعرض للهدم للمرة الثانية على التوالي، إذ هدمها الاحتلال قبل عام تقريبًا وأعيد بناؤها من إحدى المؤسسات الداعمة للفلسطينيين.

وتعيش حوالي 42 عائلة بدوية في تجمع "وادي الجمل" تعمل في حرفة رعي المواشي على مساحة تُقدر بـ 600 دونم منذ عام 1988، إذ بدأت سلسلة المضايقات الإسرائيلية ما بين الهدم والإخطارات والتنغيص على كل مناحي الحياة منذ عام 2013، حسب "السيايدة".

وبيّن أن الاحتلال كثّف من حملته المسعورة ضد التجمع كونه يقع ضمن منطقة إستراتيجية، محاذية لجدار مستوطنة "معاليم أدوميم" المرتبط بمدينة القدس المحتلة، ويربط بين شمال القدس مع جنوبها، وهو ما يعد "شريان الحياة" بالنسبة للاحتلال.

وشدد السيايدة الذي يمتلك وأفراد عائلته حوالي 10 دونمات، على أن الاحتلال يسعى لتهجير السكان من هذا التجمع من أجل تسهيل عملية ربط القدس بالمستوطنة.

اقرأ أيضاً: "حماس": تصعيد الاستيطان في القدس لن يفلح في تغيير حقائق التاريخ

وأضاف "بالرغم من كل إجراءات الاحتلال المستمرة، لن نترك التجمع وسنبقى صامدين على أرضه مهما كلفنا الثمن"، مشيرًا إلى أن غالبية الأراضي في التجمع مرخصة رسميًا من بلدية العيزرية في القدس.

وأرسل رسائل للمجتمع الدولي وكل الدول الداعمة بضرورة دعم صمود أهالي التجمع من الهجمة الاستيطانية الشرسة التي يتعرض لها على مدار سنوات طويلة.

إلى ذلك يقول الناشط في الاستيطان من القدس عبد الله أبو رحمة: إن التجمع يقع ضمن منطقة شرقي القدس التي تعاني صراعًا دائمًا مع الاحتلال، ضمن سياسة التهجير العنصري.

وأوضح أبو رحمة لـ"فلسطين"، أن الاحتلال يسعى لتفريغ تجمع "وادي الجمل" وباقي التجمعات البدوية في القدس كي تكون حلقة وصل بين مدينة القدس ومستوطنة "معاليه أدوميم" الكبرى، دون أي حواجز تُعيق المشروع الاستيطاني "E1".

ووفق قوله فإن المشروع يهدف لإنشاء مئات آلاف الوحدات الاستيطانية في مكان التجمعات البدوية، لافتًا إلى أن هدف الاحتلال من هجمته ضد "وادي الجمل" فصل وعزل منطقة جنوب الضفة الغربية عن وسطها.