فلسطين أون لاين

"هندسة المتفجرات" تتحدث عن عدد غارات وقنابل الاحتلال المُلقاة على غزة خلال العدوان

...
العميد عائد حمادة مدير إدارة الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات
غزة/ جمال غيث:

كشف مدير إدارة الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات، العميد عائد حمادة، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي نفّذ 400 غارة وأسقط نحو 320 قنبلة تزن 195 طنًّا عبر طائراته ومُسيّراته الحربية خلال عدوانه على قطاع غزة، الذي استمر خمسة أيام من 9 إلى 13 مايو.

وأوضح حمادة لصحيفة "فلسطين" أمس، أنّ جيش الاحتلال ألقى قنابل تزيد الواحدة منها على الطن، وتمتلك رأسين حربيين الأول مهمته اختراق الجدران المحصنة، والثاني لديه مهمة التفجير، وهي محرمة دوليًّا.

وأضاف أنه أسقط خلال العدوان 195 طنًّا من المواد المتفجرة عبر استخدام قنابل "MK" المعروفة باسم (GBU 31) و(GBU 39) الأمريكية شديدة الانفجار والتدمير، والتي تعتمد على السقوط الحر.

وأضاف أنه استخدم أربعة منها في اغتيال الشهداء طارق عز الدين، وخليل البهتيني، وجهاد الغنام، وعلي غالي، القادة البارزين في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كما وأسقط 30 قنبلة منها في رفح جنوبي القطاع.

وأكد أنّ جيش الاحتلال استخدم صواريخ مُجنّحة لأول مرة في اغتيال القائدين في سرايا القدس إياد الحسني وأحمد أبو دقة، وهي صواريخ لا يوجد لها أي مصدر على مواقع الصناعات العسكرية، لكنه رجّح أن يكون مصدرها شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية "رافائيل" وتنتمي لعائلة صواريخ سبايك "Spike".

وأفاد أنّ جيش الاحتلال أسقط قنابل أمريكية الصنع وبعضها إسرائيلية، وهي محرمة دوليًّا لاستهداف المنازل، وظهر ذلك واضحًا من خلال حجم الدمار الكبير الذي أحدثته في المباني السكنية والمنشآت المختلفة المستهدفة.

وبحسب مدير إدارة الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات، نالت مدينة رفح نصيب الأسد من القنابل التي أسقطتها طائرات الاحتلال على الأراضي الزراعية، والتي بلغت في مجملها نحو 30 قنبلة من طراز (GBU 31).

وبيّن أنّ "الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات" عاينت 110 استهدافات في شمال القطاع، و88 في مدينة غزة، و77 بالمحافظة الوسطى، مقابل 66 استهدافًا بخان يونس و64 مدينة رفح، بينما لا زالت الطواقم تعمل في الميدان للوصول إلى أماكن جديدة.

ونبّه إلى أنه لم يتم رصد صواريخ المدفعية والزوارق الحربية الإسرائيلية التي شاركت في استهداف القطاع، مضيفًا أنّ "الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات"، عاينت 249 مكانًا حتى اللحظة وبعضها يتم زيارته أكثر من مرة بسبب خطورته ومن أجل حماية أرواح المواطنين.

إمكانات بسيطة

وأكد حمادة، أنّ إدارة الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات، ورغم الإمكانات البسيطة والمتواضعة تسابق الزمن من أجل إزالة مخلفات الاحتلال خشية أن يعبث بها مواطنون وتُعرّض حياتهم للخطر، وتعمل من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثامنة مساءً من أجل تحييد خطر الصواريخ والقذائف غير المنفجرة.

اقرأ أيضًا: "التنمية": 459 أسرة بلا مأوى جرَّاء العدوان على غزة

ووفق حمادة، فقدت هندسة المتفجرات بوزارة الداخلية 22 شهيدًا منذ عام 2008م، وهم من أفضل الكوادر المتخصصين في هندسة المتفجرات، أثناء تنفيذهم مهمات لتحييد وتفكيك مخلفات الاحتلال لعدم امتلاكهم وسائل الحماية والمعدات التي ترفض سلطات الاحتلال إدخالها للقطاع.

عرضة للخطر

ونبّه حمادة إلى أنّ العاملين في "الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات" معرضون للاستشهاد في أيّ لحظة خلال عملهم وقد استُشهد بعضهم أو أُصيب ببتر في أصابعه وآخرون يعانون من ضعف في النظر أو السمع، مشيرًا إلى إصابة عاملين من هندسة المتفجرات، بجراح متوسطة أثناء عملهم على تحييد مخلفات الاحتلال قبل أيام.

ودعا حمادة، المواطنين للابتعاد عن أيّ جسم مشبوه أو مخلفات الاحتلال وعدم العبث بها والتواصل مع إدارته، لافتًا إلى أنه نحو 6 أشخاص فقدوا حياتهم العام الماضي، فيما أُصيب عدد من المواطنين جُلّهم من الأطفال خلال عبثهم بمثل هذه المخلفات.

وأشار إلى أنّ دائرته تحتفظ بـ 72 قذيفة فوسفور أبيض، أطلقها جيش الاحتلال خلال العدوان على القطاع عامي 2008-2009 م عبر أحواض مياه؛ "لعدم تمكنُّنا من إتلافها، وقبل شهر ونصف الشهر حاولنا إتلاف إحداها ونجا أربعة من العاملين بعد انفجارها".

وفي ظلّ هذا الواقع يُطالب حمادة المؤسسات الدولية بالضغط على سلطات الاحتلال، لإدخال احتياجاتهم من أجهزة ومعدات مستخدمة في العمل والسماح لهم بالسفر للخارج لتلقّي الدورات اللازمة لتفكيك مخلفات الاحتلال.

وأمام مبنى هندسة المتفجرات الذي أُعيد بناؤه بعد تدميره خلال العدوان الإسرائيلي عام 2021م، أقامت وزارة الداخلية والأمن الوطني بمقرها في مدينة غزة، متحفًا يضم مخلفات الاحتلال وصورا للشهداء.