يستعد المقدسيون وأهالي الداخل المحتل لإفشال "مسيرة الأعلام" التهويدية التي ينوي الاحتلال الإسرائيلي تمريرها اليوم بمشاركة مستوطنين متطرفين، واقتحام باحات المسجد الأقصى.
ودعت شخصيات مقدسية ومن الداخل المحتل إلى الحشد عند باب العامود في البلدة القديمة، والرباط في باحات الأقصى لإفشال "مسيرة الأعلام" التي يُتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين.
وقدمت جماعة "العودة إلى جبل الهيكل" المتطرفة طلبًا رسميًّا لاقتحام المستوطنين المسجد الأقصى من باب الأسباط مساء اليوم في أثناء المسيرة التهويدية.
وتسعى هذه الجماعة المتطرفة إلى حشد نحو 7500 مستوطن للمشاركة في المسيرة الاستفزازية، على الرغم من أنّ أكبر رقم سبق لهم تحقيقه لم يزد على 2200 مقتحم.
بدوره، أكد رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر أنّ سلطات الاحتلال فرضت إجراءات مشددة ومعقدة على مدينة القدس لإحكام القبضة على المدينة بشكل كبير، خاصة في محيط البلدة القديمة، قبل بدء تسيير "مسيرة الأعلام".
وقال خاطر لصحيفة "فلسطين": تمر مدينة القدس بواقع صعب، حيث تم خنق المدينة ضمن التهيئة لـ"مسيرة الأعلام"، وهي ليست مجرد حدث عادي، بل يتم الرهان عليها من القوى الفاعلة في دولة الاحتلال، وخاصة منظمات "الهيكل" المزعوم، للاستيلاء بشكل كامل على المسجد الأقصى.
وأوضح أنّ بنيامين نتنياهو وحكومته يريدان من خلال تمرير "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة والوصول إلى المسجد الأقصى، إثبات قوة الاحتلال في المدينة، وهو ما فشل فيه خلال السنوات الماضية، وسيفشل خلال المسيرة الحالية.
وبيّن أنّ سلطات الاحتلال قادت حملة دعائية كبيرة لحشد أكبر عدد ممكن من المتطرفين، إضافة إلى إطلاق دعوات إلى كسر حاجز الخوف والمشاركة فيها، لافتًا إلى وجود حالة من الخوف لدى المستوطنين من الوصول إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى على الرغم من تشجيع حكومة الاحتلال لهم.
اقرأ أيضًا: لجنة القدس بالتشريعي تدعو لإعلان النفير العام لمواجهة "مسيرة الأعلام"
وأشار إلى أنّ صمود المقدسيين وردّ المقاومة القوي خلال جولة التصعيد الأخيرة مع الاحتلال، وإيصال صواريخها إلى مدينة القدس، شكّل حالة من الخوف لدى المستوطنين، لذلك لن يكون هناك العدد الذي يريده نتنياهو في المسيرة.
بدورها أكدت الناشطة السياسية في الداخل المحتل سيرين جبارين أنّ أهالي الداخل أطلقوا منذ أيام دعوات من أجل شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى بأعداد كبيرة لمواجهة المستوطنين والمتطرفين.
وقالت جبارين لـ"فلسطين": أهالي الداخل المحتل يعملون دومًا على الالتفاف حول المقدسيين، ومساندتهم في وجه مخططات الاحتلال والمستوطنين التي من ضمنها "مسيرة الأعلام"، موضحةً أنّ حكومة نتنياهو تريد من خلال الحشد للمسيرة إظهار صورة انتصار لها في مدينة القدس المحتلة والبلدة القديمة والمسجد الأقصى، ورفع شعبيتها بالمجتمع الإسرائيلي.
وأكدت أنّ أهالي الداخل المحتل ومدينة القدس يُشكّلون خط الدفاع الأول عن المدينة والمسجد الأقصى.