القدس تحت الاحتلال، وتحت قانون الضم والتوحيد عاصمة لدولة الاحتلال كما يقولون، وإن نجاح مسيرة الإعلام الاستفزازية، أو فشلها وإلجاء المشاركين فيها إلى الملاجئ بصاروخ من غزة، لن يغيّر من الحقيقة العدوانية الاحتلالية شيئا.
إن مقاومة المحتلين في القدس وغيرها من البلدات عمل قائم ودائم حتى زوال الاحتلال عن القدس وعن الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن ثمة يخطئ من يربطون المقاومة بمسيرة الأعلام، فالمسيرة ذاتها ليست إلا مظهرا استفزازيا واحدا من مظاهر الاحتلال والنكبة الفلسطينية.
إن تهديدات نتنياهو وقادة أجهزته العسكرية والأمنية لغزة هي تهديدات متوالية ودائمة ومن الخطأ ربطها بمسيرة الأعلام، ومن الخطأ أيضا ربط إطلاق صواريخ المقاومة بالمسيرة المستفزة، إذ إن إستراتيجية المقاومة تقوم على مقاومة الاحتلال في يوم المسيرة وفي غيره من الأيام على مدار السنة. وبحسب تقديرات المقاومة ومصالحها تنطلق صواريخ غزة.
نعم، ثمة حالة استنفار أمني وعسكري عالية في دولة الاحتلال في هذا اليوم، وهي حالة فرضتها عليهم معركة سيف القدس ٢٠٢١م حيث انطلقت صواريخ المقاومة من غزة دفاعا عن القدس، وإفشالا لمسيرة الأعلام الاستفزازية، وهو أمر يمكن أن يتكرر غدا بحسب تقديرات أمنية إسرائيلية.
وإذا كان العدو قد رفع درجة الاستنفار الأمني والعسكري عنده، فإن المقاومة في غزة لديها حالة استنفار عالية أيضا، فقد يمكر نتنياهو بالمقاومة في هذا اليوم.
مسيرة الأعلام ليست هي أخطر مظاهر العدون الإسرائيلي على القدس، ولكنها خطر يرتبط بيوم النكبة الفلسطينية واتخاذ القدس عاصمة، وهو يوم يفجّر مكامن الألم في الذات الفلسطينية الوطنية التي تعبر عن نفسها ورفضها للنكبة من خلال مقاومة هذه المسيرة المستفزة للمشاعر الوطنية.
إن مسيرة الأعلام تستدعي أعمالا مقاومة لها، ولكن المقاومة لا تعمل بالتداعي، بل بالمصالح، وبحسب الإستراتيجيات والخطط المقررة سلفا، وغزة تثق بحسابات قادة المقاومة وتدعمهم، والله نسأل أن يهدي غزة لأرشد القرارات وأصوبها وأنفعها، آمين.