يتعرض فلسطينيو أوروبا إلى حملات تحريضية مشبوهة من جهات فلسطينية مُتنفّذة ومن الماكنة الإعلامية التابعة للاحتلال، اشتدت وطأتها مع قرب إحياء الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، التي يرافقها عقد المؤتمر الخاص بهم نهاية الشهر الجاري.
وتُوظّف السلطة ماكينة الإعلام الرسمية التابعة لها في شنّ حملات تحريضية ومشبوهة، تمثّلت مؤخرًا بمهاجمة مؤتمر "العودة" لفلسطينيي أوروبا المُزمَع عقده في مدينة مالمو السويدية في الـ 27 من مايو الجاري، والمشاركين فيه، تحت ذريعة "هاجس الشرعية ومحاولة بناء أجسام بديلة عن المنظمة".
وبهذا السلوك تحذو السلطة طريق الاحتلال الذي لم يكن أقل حظًّا إذ تمارس ماكينته الإعلامية حربًا منظمة ضد فلسطينيي أوروبا، لضرب الأنشطة الوطنية القائمة على التمسك بحقّ العودة، في سبيل خلق رواية مُزيّفة وتصديرها لدول العالم.
وأكد الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية ماجد الزير، أنّ فلسطينيي أوروبا منذ وجودهم وبالرغم من اختلاف انتماءاتهم السياسية إلا أنهم يستثمرون وجودهم في دول الغرب للعمل بالمجالات المختلفة لخدمة القضية الفلسطينية.
وأوضح الزير في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، أنّ فلسطينيي أوروبا حقّقوا اختراقات مهمة مع الشخصيات والمؤسسات الغربية الداعمة للحقّ الفلسطيني وفي مجالات سياسية عدة.
وقال: "استطاع فلسطينيو القارة الأوروبية الظهور بالوجه الوطني المُوحّد عبر تمسُّكهم بحقّ العودة وعدم التنازل عنه، وبناء بنية اجتماعية متماسكة بينهم، والمساهمة في الحفاظ على الأجيال التي نشأت في الدول الغربية".
وبيّن أنّ حضور الرواية والسردية الفلسطينية والتفاعل معها من الغربيين أمام الرواية الإسرائيلية الكاذبة أثّرت تأثيرًا حقيقيًّا على المشروع الصهيوني، مؤكدًا أنّ الاحتلال يحاول في الذكرى الـ 75 للنكبة إظهار انتصاراته ودعم أوروبا له، ببثّ الحملات المشبوهة لضرب أيّ نشاط فلسطيني في القارة الأوروبية.
وعدَّ الضرب في النشاط الفلسطيني والإنجاز الإستراتيجي الذي خدم القضية الفلسطينية "خدمة مباشرة للمشروع الصهيوني والاحتلال"، مشددًا على أنّ هدف فلسطينيي أوروبا "لن يحيد عن مجابهة مشروع الاحتلال".
وأضاف: "مشهد مؤتمر فلسطينيي أوروبا العشرين سيكون وحدويًّا بامتياز يُركّز على التمسك بحقّ العودة ودعم القضية الفلسطينية"، مستدركًا: "كل حملات التحريض لم تفت في عضد فلسطينيي أوروبا".
وذكر الزير، أنه سيكون هناك فعاليات ميدانية وثقافية وتراثية وشعبية وسياسية، إحياءً لذكرى النكبة الـ 75، إضافة إلى المظاهرات والاعتصامات في شوارع أوروبا التي سيُرفع فيها علم فلسطين.
من جانبه، قال الكاتب والخبير في الشؤون الأوروبية حسام شاكر: إنّ الاحتلال والسلطة يشُنّان حملات مشبوهة لضرب جهود فلسطينيي أوروبا المتعلقة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بما فيها مؤتمر العودة.
وأوضح شاكر المُقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنّ قيادة السلطة تُنفّذ بين حين لآخر حملات وتحركات ذات بُعد تحريضي، مستدلًّا بمهاجمتها لمؤتمر العودة العشرين الذي سيُعقد في السويد.
اقرأ أيضاً: اتحاد الجاليات يرفض مهاجمة السلطة مؤتمر "فلسطينيي أوروبا" بالسويد
وبيّن أنّ السلطة تحارب أيّ جهود فلسطينية في أوروبا لا تتناسب مع رغباتها وتوجُّهاتها، مشددًا: "لن تنجح هذه الجهود بإيقاف التحركات الفلسطينية التي تخدم القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أنّ السلطة تستهدف أيّ جهود تُحقّق فعالية كبيرة وشعبية واسعة، منبّهًا إلى أنه سبق أن استهدفت السلطة المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج عام 2019.
وتابع: "بات مفهومًا أنّ السلطة لا ترغب بأيّ عمل شعبي في أوروبا بسبب شعورها بالعجز الداخلي وكسب شعبية الشعب الفلسطيني".
واستدرك شاكر: "حملات التشويه والتحريض لن تحقق مقاصدها لانتفاء المصداقية عن الجهات التي تُنفّذها، خاصة أنّ الجهات والشخصيات التي تقودها لديها أزمة مع شعبها"، مؤكدًا أنّ أداء السلطة الرسمي لا يحظى بإعجاب الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وهو ما يُعمّق الأزمة.
واستنكر مهاجمة السلطة لمؤتمر العودة، قائلًا: "كان الأحرى بها أن تقترح جهودًا تفعيلية أكثر وأن تضمن مشاركة أكبر للشعب الفلسطيني بما يخدم التفاعل مع القضية الفلسطينية".
وعدّ حملات السلطة "دليلًا على التحجر الذي تعانيه قيادة السلطة التي تقود المشهد الفلسطيني"، مؤكدًا أنّ هذه الحملات لن تفتَّ في عضد فلسطينيي القارة الأوروبية، حيث سيُنظّمون العديد من الفعاليات المتواصلة في العواصم الأوروبية المختلفة.