خلف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، خسائر فادحة في القطاع الزراعي، قدرتها وزارة الزراعة بصورة أولية بنحو مليون وثلاثمائة ألف دولار، وطالب مزارعون ومربون بسرعة التعويض لمواصلة أنشطتهم، وتسديد الديون المتراكمة عليهم.
لم يستطع المزارع بدر قديح من بلدة خزاعة إلى الشرق من مدينة خانيونس حبس دموعه، حين شاهد حجم الدمار الكبير، الذي لحق بمحصول البطيخ من جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
يقول قديح الذي ينتظره 50 عاملاً لتلقي أجورهم: "حين وطأت قدمي الأرض لم أتمالك نفسي، فبدأت بالبكاء".
وأضاف: "قذائف الاحتلال حولت الأرض الخضراء إلى أشبه بصحراء، ثمار البطيخ المزروعة على مساحة 30 دونماً كانت ناضجة وجاهزة للبيع، لكن القصف الإسرائيلي أصابها بالتلف الشديد".
وتابع قديح لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال لم يكتفِ في عدوانه بإتلاف محصول البطيخ، بل دمر شبكات المياه، و10 خلايا نحل، لتصل إجمالي الخسائر نحو 18 ألف دولار".
وأشار قديح إلى خسارة سابقة تعرض لها في عدوان الاحتلال على القطاع عام 2021 قدرت الجهات المختصة حجمها بـ 6 آلاف دولار، غير أنه لم يحصل على أي تعويض.
ولم تسلم مزارع التربية من بطش العدوان الإسرائيلي، فمربي الدواجن محمود عوض، تكبد خسارة بنحو 2200 دولار.
وبين عوض لصحيفة "فلسطين" أن القصف الشديد على القطاع أعاق قدرته على الوصول إلى المزرعة في حي الزيتون لتفقدها، ما نجم عن ذلك نفوق في الدواجن، مشيراً إلى أن القذائف التي طالت محيط المزرعة كسرت ألواح الطاقة الشمسية.
اقرأ أيضًا: الزراعة تكشف عن خسائر القطاع الزراعي جرّاء العدوان
وطالب عوض بسرعة تعويضه ليواصل نشاطه الزراعي، مؤكداً أهمية تفعيل صندوق درء المخاطر والتأمينات الزراعية في قطاع غزة، كما هو مفعل في الضفة الغربية.
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني: "إن قيمة الأضرار الأولية التي لحقت في القطاع الزراعي خلال العدوان الغاشم على قطاع غزة بلغت 1,300275 دولار".
وبين البسيوني خلال مؤتمرٍ صحفي عقده أمس، في المكتب الإعلامي الحكومي بأن هذا العدوان نجم عنه تلف العديد من الدونمات المزروعة بالخضار والأشجار، وذلك نتيجة الاستهداف المباشر لهذه الأراضي، أو نتيجة انقطاع مياه الري على المحاصيل الزراعية، فلم يتمكن المزارعون من الوصول إلى أراضيهم.
وبين البسيوني أن الثروة الحيوانية تعرضت لخسائر كبيرة تمثلت بنفوق أعداد من الطيور والحيوانات نتيجة الاستهداف المباشر من طائرات ومدفعية الاحتلال، مؤكداً أن الاستهداف المباشر للقطاع الزراعي خلف أضراراً بالغة في المنشآت الزراعية والآبار والخطوط الناقلة الرئيسة والفرعية والبرك الزراعية ومخازن المعدات الزراعية والمبيدات ومزارع النحل.
وأكد أن استهداف الاحتلال للقطاع الزراعي، أدى إلى ضعف وانعدام القدرة التسويقية في بعض الأحيان للعديد من المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية نتيجة تقييد الحركة وصعوبة الوصول إلى الأراضي الزراعية، والمنشآت الحيوانية، وكذلك تعطل الأسواق، بالإضافة إلى غياب الفرصة التصديرية للعديد من المنتجات الزراعية والأسماك، ما تسبب بانخفاض الأسعار بصورة حادة في العديد من المنتجات الزراعية مسببةً خسائر فادحة لدى المنتجين.
وبين أن كل هذه العوامل وغيرها أدت إلى تعطل عدد كبير من العمال في القطاع الزراعي النباتي والحيواني، شمل ذلك الصيادين ما أدى إلى تردي الوضع الاقتصادي لديهم، وخلق حالة إنسانية صعبة لدى فئة العاملين في القطاع الزراعي".
وأكد أن المزارع الفلسطيني سيبقى صاحب الوجود في أرضه، يواصل زراعتها دون كلل أو تردد مهما ارتكب الاحتلال بحقه من استهداف وعدوان، فهو صاحب الأرض والهوية الفلسطينية، وصاحب الوجود، مشيراً إلى أن الوزارة ستواصل جهودها بالتعاون مع كل الجهات ذات العلاقة؛ للوقوف وإسناد المزارع الفلسطيني في كل المراحل والميادين، وستواصل العمل لتعزيز صموده على أرضه.
وطالب البسيوني المجتمع الدولي وجميع مؤسسات حقوق الإنسان، والمؤسسات ذات الاختصاص بتوحيد الجهود بالضغط على الاحتلال من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة والعمل على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وتعويض المزارعين عما تكبدوه من جراء العدوان.