تتزاحم ذكريات التاريخ مع أفعال الحاضر، ومرت علينا ذكرى ضياع فلسطين واحتلالها وتهجير شعبها، إذ مر 75سنة على ذلك في مظاهر نكبة طالت الأرض والإنسان والتاريخ والجغرافيا والفكر والثقافة.
وهذا العام تزامنت نكبة فلسطين مع ذكرى حديثة من جولات الصراع مع فاعل النكبة ومحتل فلسطين، وهي الذكرى الثانية لجولة (سيف القدس)، والتي ربطت المقاومة الفلسطينية في غزة فعلها؛ دفاعاً عن القدس بأقصاها وقيامتها وتعزيز حقيقة أن الأرض واحدة، والحق واحد، والاحتلال واحد، والمشهد يتطلب فعلًا مقاومًا واحدًا.
بينما يحيي الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في فلسطين وخارجها الذكرى الأليمة للنكبة، والذكرى المشرفة لجولة سيف القدس، سجل الشعب الفلسطيني في غزة جولة (ثأر الأحرار)؛ دفاعاً عن قيادة المقاومة، ورفضاً للاغتيالات الإجرامية الإرهابية.
ومن دلالات هذا التزامن أن الشعب الفلسطيني بعد هذه العقود لم ولن ينسى حقه في أرضه ومقدساته، وهذه الجولات ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة للفعل المقاوم؛ دفاعاً عن فلسطين.
ومن دلالات سيف القدس، وثأر الأحرار أنها عكست التوافق الوطني المقاوم، فهما الجولتان اللتان اتفق الجميع على مسماهما على مدار 16 سنة تقريبًا، وهذه مؤشرات على ضرورة التعاون والتكاتف وتوزيع الأدوار بين مكونات المقاومة من خلال ظاهرة الغرفة المشتركة كجامع لكل الأطياف المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يوجبه الحاجة إلى التخطيط المحكم الذكي، والقوي لصد إرهاب الاحتلال وامتلاكه للأسلحة المتطورة والمدعومة من أطراف دولية.
جاءت الذكرى الـ75 للنكبة لتؤكد أن سيف المقاومة الفلسطينية مشرع لإنهاء النكبة، وسيبقى مشرعاً جيلاً بعد جيل، وأن حالة الثأر من أحرار فلسطين ستبقى مستمرة حتى تعود الأرض حرة.