حمّل الأمين العام للائتلاف المغاربي لنصرة القدس وفلسطين من الجزائر د. كبور حمود، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تفجير الأوضاع في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى عبر إصراره على تنفيذ ما تسمى بـ"مسيرة الأعلام"، الخميس القادم.
وأوضح حمود في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أنّ رئيس حكومة الاحتلال الفاشية بنيامين نتنياهو يسعى لإظهار نفسه المُتحكّم كاملًا في المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنه يحاول تقديم نفسه بصورة المُنتصر أمام الشارع الإسرائيلي.
وقال: إنّ "الاحتلال دائمًا يبحث ويفتعل الأزمات في المنطقة والعالم بأكمله، عبر إثارة النعرات والفوضى"، لافتًا إلى أنّ كيان الاحتلال مجرم ولا يعترف بالمواثيق والاتفاقيات الدولية ولا يحترمها.
وأضاف أنّ الاحتلال يحاول بهذه الحكومة المتطرفة أن يُوهم أنصاره أنه يتحكم في الأرض بتسويق انتصارات وهمية، معتبرًا إصرار الاحتلال على مسيرة الأعلام محاولة لـ"تصدير أزماته الداخلية للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أنّ الاحتلال يحشد أنصاره لإنجاح مسيرة الأعلام بكل السُّبل والوسائل عبر تقديم المُحفّزات المالية للمستوطنين، إذ يشعر الشارع الإسرائيلي بحالة إحباط خاصة بعد الجولة الأخيرة بين المقاومة وجيش الاحتلال.
وبيّن حمود أنّ المقاومة الفلسطينية أرسلت رسائل واضحة للكيان الإسرائيلي والمتحالفين معه، أنها لن تسكت عن المساس بالأقصى وأنه "خط أحمر"، الأمر الذي يزيد مخاوف الاحتلال من تنفيذ مسيرة الأعلام.
ووصف حمود، المرحلة الراهنة بأنها "فارقة في إدارة الصراع بين كيان الاحتلال والشعب الفلسطيني الذي لا يزال يدير المعركة ببراعة وإصرار على تقديم المزيد من التضحيات من أجل استعادة الكرامة ونيل الحرية".
اقرأ أيضًا: جماعات الهيكل تُقدّم طلبًا رسميًّا لإدخال "مسيرة الأعلام" للأقصى
ورأى أنّ الاحتلال يسعى بتنفيذه مسيرة الأعلام تحقيق جُملة من الأهداف، منها، إظهار نفسه صاحب السيطرة والمتحكم في المسجد الأقصى، وهو الذي يفعل ما يشاء في الوقت الذي يراه مناسبًا دون وجود أيّ قوّة تمنعه.
والهدف الثاني، وفق حمود، هو تقديم نتنياهو رسائل وفاء للحاخامات وجماعات الهيكل الذين ساندوه في تشكيل الحكومة، إضافة إلى إظهار عدم خوفه من المقاومة الفلسطينية.
وأضاف: إنّ "الاحتلال أراد إرسال رسالة للفلسطينيين في الداخل والخارج أنه يملك الكلمة الأخيرة في المعركة ومن حقه التصرف بأرض فلسطين، بالرغم من حالة الصراعات الداخلية التي تشهدها دولة الاحتلال".
وأشار إلى أن نتنياهو يريد أن يبعث الأمل في نفوس المجتمع الإسرائيلي خاصة بعد خيبات الأمل التي عاشها في الجولة الأخيرة بعد أن مكث المستوطنون في الملاجئ لأيام عدة.
وتابع أنّ هناك خشية وتخوفًا في أوساط النخب الإسرائيلية والسياسيين والعسكريين، في ظل إدراكهم عدم ردع المقاومة التي تُراكم قوتها وتكتسب خبرات أكثر في إدارة الصراع مع الاحتلال.
ودعا حمود، الأمة العربية والإسلامية إلى ضرورة إسناد أهل فلسطين بكلّ الوسائل وعلى مختلف الأصعدة نصرة للقدس والأقصى، مشددًا على ضرورة أن تكون قضية فلسطين حاضرة في وجدان الأمة وعلى رأس اهتماماتها، إضافة إلى تعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال عبر مقاطعته مقاطعة كاملة.
وتُصرُّ شرطة الاحتلال و"جماعات الهيكل" المزعوم على تنظيم "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في مدينة القدس المحتلة وفق مسارها المخطط لها، يوم الخميس المقبل، وذلك في ذكرى احتلال شرقي القدس وفق التقويم العبري.