فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

في ظلِّ حرب الإبادة.. فدائيُّ الشَّاطئيَّة بغزَّة مهدَّد بالغياب عن تصفيات كأس العالم

بيت لاهيا... الدِّفاع المدنيُّ: مناشدات عن وجود أحياء تحت أنقاض منازل ومباني مدمِّرة

هناوي لـ "فلسطين أون لاين": المجازر الإسرائيليَّة بشمال غزَّة "عمليَّة منظَّمة لطرد الفلسطينيِّين"

الإبادة في يومها الـ 396.. مجزرةٌ دامية في بيت لاهيا وقصفٌ مُتواصل على المُحافظة الوسطى

كشف جديد بأسماء مستفيدي الغاز بخانيونس والوسطى لـ 7-8 نوفمبر

"أزمة ثقة".. نتنياهو يعلن رسميًا إقالة يوآف غالانت من منصبه.. ما دلالة التوقيت؟

فضيحة جديدة... صحيفة عبريَّة: كيف عاد 4000 عنصر من حماس إلى الحياة في الأشهر الماضية؟

تحقيق لوكالة أمريكية: (إسرائيل) لم تقدِّم أدلَّة على وجود حماس في مستشفيات غزَّة

نوَّاب أمريكيُّون: إشراك قوَّات بلادنا في الصِّراعات (الإسرائيليَّة) انتهاك للقانون

خرق أمنيّ جديد بـ "زيكيم".. "رجل بزيّ مدنيّ" يقتحم قاعدةً عسكريَّةً (إسرائيليَّةً) شمال غزَّة

تقرير نجوى عيشة.. يوم قلب القصفُ حياتها "رأسًا على عقب"

...
نجوى عيشة.. يوم قلب القصفُ حياتها "رأسًا على عقب"
غزة/ هدى الدلو:

لم يُخيّل للسيدة نجوى عيشة "أم رمزي" أنّ صعودها إلى سطح المنزل لتفقُّد خزانات المياه، سيضعها على قوائم ذوي الإعاقة.

داخل مبنى الجراحات في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ترقد عيشة (48 عامًا) من جراء قصف إسرائيلي في ثالث أيام العدوان الإسرائيلي؛ متسببًا لها بشلل نصفي.

لم يسعف الوقت "أم رمزي" لتغادر منزلها الكائن في أبراج المخابرات شمال غرب مدينة غزة، بعد شعورها بخوف كبير جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة على الأراضي الفارغة المحيطة بالمكان.

حزمت "أم رمزي" بعض أمتعتها لتغادر برفقة ابنها "عبدالرحمن" إلى منزل شقيقه "الأكثر أمنًا"، وفق اعتقادها، كما يفعل معظم أهالي قطاع غزة الذين يسكنون في مناطق معرضة للقصف بشكل كبير.

وبانتظار وصول المركبة، جلست أم رمزي أمام البيت بعد أن سدت منافذ البيت وتحققت من إغلاق جرة الغاز، وفي لحظة لم تكن عابرة استذكرت أنها نسيت إغلاق محابس خزانات المياه، فصعدت برفقة ابنها عبد الرحمن (14 عامًا) لإغلاق المحابس.

يقول رمزي (28 عامًا): "وقفت أمي جنب سور السطح على الطابق الثاني ممسكة بأخي ليتمكن من إغلاق المحابس، وخلال ذلك وقعت انفجارات شديدة فدفعت أخي بقوة باتجاه المساحات الفارغة في السطح من أجل حمايته".

ولشدة الغارة تهدم جزء من سور السطح، وسقط على "أم رمزي" برميل المياه الساخنة الذي عادة ما يضعه أهالي القطاع على سيبة حديدية؛ "فسقطت أمي من الطابق الثاني في ممر بين منزلنا ومنزل جيرانها وتعرضت لإصابة بليغة في الظهر أدت لإصابتها بشلل نصفي على الفور".

لم يتخيّل أن تؤول إصابة أمه إلى النتيجة التي أخبره بها الأطباء بعد إجرائهم العديد من الفحوصات الطبية، "صعقت لما حكى الدكتور إنه إمي صار عندها شلل نصفي وتفتك في العظام، بالإضافة إلى كسر في عظام القفص الصدري".

ويلفت إلى أنّ شقيقه نجا من القصف ولم يصب بأيّ أذى، لكنّ "نفسيته مدمرة" بسبب ما حلّ بأمه "ولأنه هو اللي شاف الحادث الذي تعرضت له من البداية".

والسيدة عيشة أم لخمسة أبناء (4 ذكور وفتاة)، تزوج ثلاثة منهم، ولم يبقَ في بيتها سوى طفلين صغيرين وزوجها المقعد، ومنذ 3 سنوات تقريبًا تعمل "أم رمزي" في إحدى رياض الأطفال كـ "سكرتيرة"، لتعيل أبناءها الصغار وزوجها.

على سرير الشفاء تتساقط دموع "أم رمزي" وهي تستقبل الأقارب الوافدين للاطمئنان على وضعها الصحي.

يقول زوجها مازن متحسرًا على الحالة التي أصيبت بها زوجته: "كانت تقول دومًا أنا عكازك في هذه الحياة. الآن ماذا أقول الآن؟!".

ويلفت الرجل الذي يستند إلى عكازين في مسيره إلى أنّ الصدمة أصابت كل أبنائه بعد سماعهم نبأ الشلل النصفي الذي حلّ بوالدتهم، "هي السند لهم، وأنا بالكاد أُلبّي احتياجاتي الشخصية".

ويناشد عيشة الجهات المختصة بالعمل على سفر زوجته لتلقّي العلاج في الخارج علّها ترجع لوضعها الصحي، أو أن يعينوها بشيء يُخفّف من ألمها.

وبحسب الأطباء، فإنّ نجوى أُصيبت بالشلل النصفي وكسر في أربع من عظام الصدر، وتهتُّك في عدد من عظام جسدها.

ومع كل عدوان يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزة تُسجّل أعداد ذوي الإعاقة ارتفاعًا ملحوظًا، وتكشف الشواهد الحية معاناة مأساوية لهؤلاء.

وتُعدُّ نسبة الأشخاص ذوُو الإعاقة في الأراضي الفلسطينية الأعلى على مستوى العالم، حيث تصل، وفق الإحصاءات الرسمية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إلى 3.5% من مجموع السكان، وترتفع في قطاع غزة بشكل خاص لتصل إلى نحو 4%، نتيجة الحروب المتكررة، وأكثر من خُمس هؤلاء من الأطفال.