فلسطين أون لاين

خلال ندوة إلكترونية..

دعوات فلسطينية لتوظيف المتغيرات الدولية لحماية الحقوق الفلسطينية

...
شعار مؤتمر فلسطيني أوروبا

دعت شخصيات وطنية فلسطينية للاستفادة من المتغيرات الدولية الراهنة في بلورة استراتيجية وطنية تحمي الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدة على أهمية المقاومة الشاملة في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية".

جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية نظمها المؤتمر الشعبي الفلسطيني ١٤ مليون عبر تقنية الزووم في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، وذلك بمشاركة نخبة من الشخصيات الوطنية من التجمعات الفلسطينية المختلفة من فلسطين والأردن ولبنان وسورية وأوروبا والأمريكيتين.

وانتقدت الشخصيات ذاتها، إصرار قيادة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية على تقديم مصالحها على مصالح الشعب وقوفها عائقا أمام نهوض الشعب ووحدته في مقاومة الاحتلال وانجاز حقوقه وفي مقدمتها حق العودة إلى الديار.

وتحدث المفكر أنيس القاسم من الأردن، والياس خوري من لبنان، وميخائيل عوض من سوريا، والأسير المحرر أمير مخول من حيفا، وعبد الحميد صيام من الولايات المتحدة الأمريكية، وإصلاح حاد من الضفة الغربية، وأدارت الندوة رنا هديب.

النظام السياسي الفلسطيني

افتتح الندوة، المفكر "القاسم" الذي تحدث عن التحديات التي تواجه شعبنا بعد مرور ٧٥ عاما من النكبة، وما تفرضه من ضرورة ارتقاء النظام السياسي الفلسطيني إلى مستوى تضحيات الشعب ونضاله الذي لم يتراجع الدفاع عن حقه في العودة والتحرير. 

من جانبه، أوضح خوري في مداخلته أن النكبة "ليست حدثاً تاريخياً، وإنما مسار تاريخي"، قائلاً:" النكبة مستمرة، وهي ظلت تحدث بعد عام 1948 وحتى الآن، كما المقاومة منذ النكبة مستمرة بصور وأشكال متعددة".

وأشار إلى "خطيئة اتفاق أوسلو الذي يجب الخروج منه ومن تداعياته الكارثية على القضية الفلسطينية خصوصا حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وإعادة بناء وعي فلسطيني وخطاب وأداء تحرري وطني يقوم على المقاومة الشاملة والاستفادة من المتغيرات الدولية وصعود أقطاب جديدة وتراجع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد على أهمية المقاومة الشاملة، لاسيما الثقافية والسياسية والميدانية الكفاحية والشعبية والحقوقية والدبلوماسية لتوظيف المتغيرات لحماية الحقوق الفلسطينية، وعلى رأسها حق العودة، محذراً من خطورة استمرار الانقسام الذي لم يجد الفلسطيني له حلا حتى الآن.

وبيّن أنه "لا خيار أمام الفلسطيني الآن إلا المقاومة، منوهاً إلى تجربة عرين الأسود وكتيبة جنين والعمليات الفردية والمقاومة في غزة التي تؤكد أن الشعب الفلسطيني على أعتاب بداية جديدة ووعي جديد.

اقرأ أيضاً: العالول: "مؤتمر فلسطينيو أوروبا" محطة في طريق العودة

وفي السياق، نبه عوض إلى عدة تغييرات إقليمية هائلة الأهمية وخاصة المصالحات العربية العربية والعربية الإقليمية واتفاق عودة العلاقات بين إيران والسعودية وانعكاساته علي دول المنطقة والفلسطينيين، إضافة إلى قوة ونفوذ محور المقاومة ودعمه للفلسطينيين، وبما يفتح فرصا تدعم المقاومة الفلسطينية التي لا خيار أمام الفلسطيني غيرها، ولعل وحدة الساحات ووحدة الجبهات باتت أقرب للحقيقة، وفق قوله.

وأكد على ضرورة إعادة صياغة المشروع والاستراتيجيات الفلسطينية بما يوظف المتغيرات الدولية والإقليمية لصالح القضية الفلسطينية وحماية حق العودة رغم كل التحديات ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين، وأن الخيار الأكثر جدوى بحسب النتائج وقناعات عموم المنطقة وشعوبها هو المقاومة.

تابع: "لعل خطوة الإعلان عن المصالحة بين إيران والسعودية، كانت بمثابة طلقة الرحمة وأخر المسامير بنعش الهيمنة الأمريكية والعالم الأحادي والعالم الانكلو ساكسوني، ولعل دلالات التفاهمات الايرانية السعودية، تخط أول حروف أزمنه لتاريخ جديد تستعيد فيه آسيا مكانتها ودورها ويعود الإقليم حاكما وشريكا في تقرير مصيره ومصائر القوى العالمية والإقليمية".

التعويض حق

وفي السياق ذاته، تطرق عبد الحميد صيام من الولايات المتحدة للجوانب القانونية الدولية المتصلة بحق العودة باعتباره " قرارا دوليا (١٩٤) يضمن للاجئين حقهم في العودة ليس إلى الضفة الغربية أو أراضي الدولة الفلسطينية بل إلى بيوتهم وأراضيهم التي هجروا منها، وأن هذه العودة اقترنت بالتعويض، فمع عودة اللاجئين يجب أن يعوضوا عما لحق بهم من أذى واستغلال أراضيهم وممتلكاتهم التي هجروا منها، وليس فقط من هجروا ولكن أبناؤهم وأحفادهم وذريتهم".

وأضاف أن هذا الحق ذكر ١٣٥مرة في القرارات الدولية ولا يسقط بالتقادم وهو غير قابل للتجزئة أو الانتقاص وعززته اتفاقات دولية عديدة منها اتفاقية جنيف الرابعة وقرار محكمةً العدل الدولية عام ٢٠٠٤، كما توقف عند قرار ٢٤٢ الذي أكد على حل عادل لقضية اللاجئين، مشيراً إلى عدد كبير من الحراكات الشعبية والمؤتمرات التي نظمها اللاحئون في المخيمات دفاعا عن حق العودة.   

بدوره، استعرض أمير مخول المخاطر التي تتهدد حياة الأسير المناضل وليد دقة الذي يصارع مرض السرطان وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه للعلاج، مشدداً على ضرورة العمل الجاد لإطلاق سراحه حتى لا يزداد شهداء الحركة الأسيرة شهيدا آخر، منوهاً إلى التغيرات التي يشهدها المجتمع الصهيوني والصراعات الداخلية، وتابع قائلاً: "علينا ألا نعول على هذه الصراعات باقتراب نهاية الدولة العبرية".

وتطرق إلى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، مبيناً أن بداية التنازل عن حق العودة والحقوق الفلسطينية كانت في اتفاق كامب ديفيد وتعاقب التنازل في اتفاقات اوسلو الكارثية التي فرطت بحق العودة ولاحقا مبادرة السلام العربية ٢٠٠٢، قائلاً: "أمام هذه المخاطر التي تتهدد حق العودة فإن التحدي الذي يواجه الشعب الفلسطيني هو كيف يصونون حق العودة ويدافعون عنه باعتباره حقا يجمع عليه الشعب الفلسطيني وقضية تتطلب تضافر كل الجهود لصيانة هذا الحق على طريق انجازه وضمان عودة اللاجئين الى ديارهم".

وفي السياق، تحدثت إصلاح جاد المحاضرة في جامعة بيرزيت المخاطر والمشاريع التي تتهدد حق العودة، مضيفة أن مؤتمر المنامة في البحرين تخلله محاولات للحديث عن توطين اللاجئين في المناطق التي يتواجدون فيها وتحسين أوضاعهم كما مورست ضغوط على بعض الدول لتشترك في تصفية قضية اللاجئين وحق العودة، ومع أن هذه المحاولات فشلت إلا أنها تطل برأسها من حين لآخر مما يتطلب من اللاجئين ومؤسساتهم إبداء مزيد من اليقظة والحذر لإحباط أية مشاريع تستهدف المساس بحق العودة".

وقدم الحضور عددا من المداخلات التي عززت ما ذهب إليه المتحدثون خصوصا فيما يتعلق بالتغيرات الاقليمية والدولية التي تشهد تطورات يمكن توظيفها في صالح القضية الفلسطينية ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني في وقت تصر قيادة السلطة وم ت ف على تقديم مصالحها على مصالح الشعب وتقف عائقا أمام نهوض الشعب ووحدته في مقاومة الاحتلال وانجاز حقوقه وفي مقدمتها حق العودة إلى الديار.

وأكد المشاركين على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية علي أسس الديمقراطية وانتخاب قيادة موحدة لمتابعة قيادة النضال الوطني وفق استراتيجية نضالية شاملة حتي التحرير والعودة.

المصدر / فلسطين أون لاين