أطلق العدو الإسرائيلي اسم "السهم الواقي" على عدوانه الأخير على قطاع غزة، الذي بدأه بقصف البيوت على رؤوس قاطنيها من رجال ونساء وأطفال، جريمة مكتملة الأركان، استشهد فيها 8 أطفال ونساء، وأحد الأطباء، إضافة إلى ثلاثة مقاومين، وتحت مسمى الوقاية، وفي ذلك خدعة كبيرة، وتحايل على العدوان بوسائل الإعلام الصهيوني التي تجمل القبيح، وتسيء للمليح.
وفي المقابل، أطلقت غرفة العمليات المشتركة في غزة اسم "ثأر الأحرار" على عملية التصدي للسهم الواقي، وفي هذا العنوان إشارة واضحة إلى أن الذي يحدث على أرض غزة، لا يتجاوز الثأر، ولا يتعدى الرد على العدوان، فثأر الأحرار عملية مقترنة بحدث بعينه، ولا تتعداه إلى الربط بين عملية المقاومة ووقف التغول على القدس، وعدم الاعتداء على المسجد الأقصى، أو وقف اقتحام المدن في الضفة الغربية.
بين السهم الواقي الإسرائيلي وثأر الأحرار الفلسطيني مرحلة من عض الأصابع، فالعدو الإسرائيلي الذي بدأ العدوان كان يتوقع الرد الفلسطيني السريع، ومن ثم تدخل الوسطاء، والتوصل لتهدئة تسبق يوم الخميس 18/5، وهو اليوم المحدد لـ"مسيرة الأعلام الإسرائيلية"، ولكن غرفة العمليات المشتركة حاولت أن تفوت الفرصة على العدوان الإسرائيلي، وحاولت عدم الانجرار إلى معركة تختار زمانها ومكانها حكومة نتنياهو، ولكن مواصلة العدوان، والاستفزاز الصهيوني، أجبر غرفة العمليات المشتركة على مواجهة العدوان، والبدء بمعركة تحت مسمى "ثأر الأحرار".
ثأر الأحرار معركة لا تنوب عن معركة سيف القدس 2، ولن تكون بديلًا عنها، فالموعد المحدد لمعركة سيف القدس ما يزال على حاله، ومقترنًا بالعدوان على المقدسات الإسلامية، وموصولًا بالمسيرة المسماة "مسيرة الأعلام"، التي قرر منظموها الصهاينة أن تمر من باب العامود، وسط الأحياء العربية في القدس.
البيان العسكري لغرفة العمليات المشتركة فتح الباب واسعًا للوساطة، وقد جاء في البند الثاني للبيان العسكري الفقرة التالية:
إن المقاومة جاهزةٌ لكل الخيارات، وإذا تمادى الاحتلال في عدوانه فإن أياماً سوداءَ في انتظاره.
هذا البند من البيان العسكري يشير إلى إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة، ولكنها التهدئة المؤقتة، إنها التهدئة المقترن سريانها بقادم الأيام، وبما سيحدث يوم الخميس 18/5 من استفزاز في مسيرة الأعلام.