تعدّ مدينة طبريا في الشمال الشرقي من فلسطين المحتلة أول مدينة فلسطينية سلمها البريطانيون لليهود، وفق ما تؤرخ مراجع تاريخية وثقت النكبة الفلسطينية.
تقع المدينة على شاطئ بحيرة طبريا الغربي، وهي تبعد مسافة 160 كيلو مترًا من مدينة القدس، وكانت قد بنيت قرب مدينة الرقة الكنعانية، وأطلق عليها اسم طبريا إكرامًا للإمبراطور الروماني "طيباريوس قيصر".
في عام 634 للميلاد فتحها المسلمون بقيادة القائدِ شرحبيل بن حسنةَ، وكان لها شأن كبير في التاريخ العربي، فكانت العملة "الطَّبرانيةُ" هي المتداولة، حتى جاء خالد بن الوليد، وأمر باستخدام النقود الإسلامية.
وبحسب موسوعة القرى الفلسطينية، فإن طبريا اتخذت بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام عاصمة لجند الأردن.
استولى عليها الصليبيون في القرن الحادي عشر، واستردَّها منهم القائد صلاح الدين الأيوبي في موقعة حطين، توالى فيما بعد على حكمها العثمانيون، ثم حكمها "ظاهر العمر" والي صيدا، ومن ثم استولى عليها نابليون بونابرت في أثناء حملته على مصر والشام، ثم خضعت للحكم المصري بعد ذلك.
كانت طبريا قبل نكبة 1948 مقسمة إلى شريط ساحلي يضم محطة الزوارق، وجامع الزيدان، والأماكن الممتدة من المسلخ إلى الحمامات المعدنية.
ويضم شريطها الساحلي المشفى الرئيس والمستشفيات الموجودة للإرساليات، كما يضم مبنىً قديمًا للحكومة والسوق التجاري الرئيس.
ومن أهم معالم طبريا حماماتها الشهيرة ذات المياه المعدنية الحارة التي استخدمت، وما زالت تُستخدم للاستشفاء، وقد أنشأ الكنعانيون عندها مدينة "حمات" ومعناها: الينابيع الحارة.
وعند الحديث عن شخصيات طبريا، لا بد من ذكر سليمان بن أحمد الطبراني، أحد علماء وأئمة أهل السنة والجماعة الذي نُسب إليها.
وبُنيتْ مساكنُ طبريا من أحجار البازلت السوداء التي كانتْ تؤخذ من منطقة المقاطع غرب المدينة.
اعتمد سكانها في معيشتهم على الزراعة والصيد، وامتلك بعضهم الزوارق لصيد الأسماك من البحيرة، اعتمد السكان على "عين أبو عيشة" للتزود بمياه الشرب، في حين استخدموا مياه البحيرة العذبة لجميع الأغراض.
وقد تمتع سكان طبريا بمستوى تعليمي جيد بسبب توافر الخدمات التعليمية التي قدمتها المدينة لساكنيها.
وفيما يتعلق باحتلال مدينة طبريا بعد وقوع فلسطين تحتَ الاحتلال البريطاني وجه اليهود أنظارهم إلى طبريا، حيث بدأت أفواج اليهود بالتوافد إليها والاستقرار فيها.
وتعد من أولى المناطق التي تدفقت إليها موجات الهجرة اليهودية.
اقرأ أيضاً: مسجد "الزيداني" في طبريا.. يواجه مخططًا إسرائيليًّا لتهويده
وفي سنة 1948، نشبت المعارك بين السكان العربِ والمهاجرين اليهود، وانتهت باستيلاء اليهود على المدينة بمساعدة القوات البريطانية المرابطة فيها، التي قامت بإجلاء السكان العرب إلى الكنائس والجوامعِ في مدينةِ الناصرة بالداخل الفلسطيني المحتل، فاندفع اليهود إلى بيوت العرب ونَهبُوا ما فيها.
وتغيَّرتْ معالم المدينة بعد 1948، في إثر هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأحياءَ العربية، وقد أقاموا في مسجدها الجنوبي "جامع الجسر" متحفًا.
ولاحقًا لجأت سلطات الاحتلال إلى توسيع وتجديد مستعمرة "قرياتْ شموئيل"، وأحاطُوا المدينةَ بعددٍ من المستعمرات، أَهمُّها "كنيرت"، و"يفنيئل"، و"روش بينا"، و"جسر بنات يعقوب".
أما عن قرى مدينة طبريا فهي: الحمة، الدلهمية، السمرا، الشجرة، الطابغة، العبيدية، المجدل، المنارة، المنشية، المنصورة، النقيب، تلحوم، حدثا، حطين، خربة الوعرة السوداء، خربة سمح، خربة عين حور، سمخ، عرب العرامشة، عرب دلايكة السهو، عرب دلايكة العيسى، عولم، عيلبون، غوير أبو شوشة، كفر سبت، كفر كمَّا، لوبيا، المعذر، المغار، ناصر الدين، نمرين، وادي الحمام، ياقون.