يواجه مسجد "الظاهر عمر الزيداني" في مدينة طبريا، شمال فلسطين المحتلة عام 1948 مخططًا إسرائيليًا جديدًا لتهويده، حيث قدمت ما تسمى "لجنة التنظيم والبناء" التابعة للاحتلال، مشروعًا لتحويله إلى مجمع تجاري ومرافق فندقية سياحية.
ويعتبر المسجد أحد أهم مساجد فلسطين التاريخية والأثرية، حيث بني على يد الظاهر عمر الزيداني في طبرية عام 1743م، وقد تعرض على مدار سنوات طويلة لاعتداءات من قبل جهات يهودية متطرفة وتحول إلى مكب للنفايات.
طمس التاريخ
وقال رئيس جمعية فلسطينيات في الأراضي المحتلة الـ48، المحامي جهاد أبو ريا: إن المقدسات الإسلامية في مدينة طبريا تعرضت على مدار 70 عاما للسرقة والنهب لممتلكاتها، بهدف طمس تاريخها وحضارتها.
وأوضح أبو ريا لصحيفة "فلسطين"، أن القضية ليس مجرد السيطرة على أملاكنا الفلسطينية في أراضي الـ48، ولكنهم يريدون طمس تاريخ وهوية هذه البلاد ونزع كل ما يشير إلى أنها عربية إسلامية.
ولفت إلى أن مسجد "الظاهر عمر الزيداني" شاهد على هوية مدينة طبريا العربية الإسلامية، حيث بناه الظاهر عمر الذي يعتبر أول من بنى الكيان الفلسطيني، مبينًا أن نكبة المقدسات ما زالت متواصلة بعد 70 عاما على النكبة الفلسطينية.
وأضاف: أن سلطات الاحتلال سيطرت على غالبية أملاك الأوقاف الاسلامية وعلى رأسها المساجد والمقامات إضافة إلى المباني وآلاف الدونمات تم سرقتها، بذريعة أنها أملاك غائبين مع أننا موجودين في وطننا ولم نغادره.
وشدد أبو ريا على أن ما يقوم به الاحتلال من استهداف للأوقاف الاسلامية وأملاك المهجرين واللاجئين جريمة ضد الإنسانية حسب القانون الدولي الذي ينص على ضرورة المحافظة على هذه الأملاك حتى يعود أصحابها إليها.
ولفت إلى أن اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية ليس هو الحل للدفاع عن هذه الأوقاف والأملاك فهذه المحاكم لن تنفعنا لأنها جزء من المؤسسة الإسرائيلية، والمطلوب رفع هذا الملف إلى المؤسسات الدولية، والمبادرة إلى حراك شعبي فلسطيني في طبريا على غرار الحراك الذي شهدته مدينة عكا.
خط أحمر
من جهته، قال رئيس حزب الوفاء والاصلاح الإسلامي في الداخل المحتل حسام أبو ليل: إن المسجد الزيداني شاهد على الهوية العربية والاسلامية لمدينة طبريا وكافة أراضي الـ48.
وحذر أبو ليل في حديث لصحيفة "فلسطين"، من استهداف سلطات الاحتلال لمسجد الزيداني، مشيرًا إلى اعتداءات سابقه تعرض له المسجد، حيث تعرض المسجد للحرق والنسف.
واعتبر أن أي اعتداء على الأوقاف الاسلامية هو مساس بمشاعر المسلمين، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية أعن أي اعتداء على المسجد الزيداني أو الأوقاف الإسلامية.
ولفت إلى أن المسلمين وعبر التاريخ لم يعتدوا على أماكن العبادة لغيرهم بل وحافظوا عليها، لكن حكومة الاحتلال العنصرية المتطرفة، لا تتحرج في الاعتداء واستهداف أوقافنا ومقدساتنا، ولا تعتبره عملا مستهجنا .
بدورها، قدمت مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان في الداخل المحتل بواسطة المحامي محمد صبحي جبارين، اعتراضاً "للجنة اللوائية للتخطيط والبناء" على المخطط الهيكلي الذي سيتم من خلاله الاستيلاء على قسم من ساحة مسجد الزيداني في طبرية وتحويله إلى مركز تجاري ومطاعم ومرافق أخرى تخدم الفنادق الموجودة هناك.
وذكرت المؤسسة في بيان له، أمس، أن المسجد يقع وسط منطقة تقوم بلدية طبريا بصرف ملايين الشواقل بهدف تطويرها تحت اسم "خان المسجد".
وأضافت: "ولكن للأسف لم يكن هذا المسجد بتاتاً ضمن حسابات البلدية ولو بشاقل واحد وحاليا المسجد مغلق أمام المصلين وحتى يمنع أي أحد من دخوله، ولا يتابع أحد فيه النظافة أو الترميم مما يجعله عرضة للانهيار".