تشهد الضفة الغربية المحتلة ثورة متصاعدة يقودها شباب في سن الرياحين انتموا إلى هذا الوطن، عشقوا فلسطين، عرفوا طريق الحرية، اختاروا الحياة الخالدة، حياة العز والكرامة بعيدًا عن الاحتلال، فحملوا البندقية مدافعين عن كرامة شعب يرفض الذل والهوان، صنعوا بأجسادهم الطاهرة جسرًا من نور ليعبر من بعدهم إلى حياة هانئة، فيها مستقبل لجيل قادم سيحفظ أسماء هؤلاء الأبطال ويكتبها بأحرف من ذهب، فهم من كان سببًا للتخلص من آخر احتلال بقي على هذه الأرض.
يأتي ذلك المشهد، في الوقت الذي تستمر فيه أعمال المقاومة في الضفة الغربية، حيث اندلعت هذه الثورة الرافضة للاحتلال بكل أشكاله، والملاحظ في هذه الثورة انخراط الشباب الفلسطيني من أعمار مختلفة، خاصة الذين هم في العشرينات من أعمارهم، إضافة إلى انخراط الكل الفلسطيني بمقاومة المحتل دون حزبية فصائلية ضيقة.
أما فيما يتعلق بالعمليات المسلحة، فشهدت الضفة اشتباكات وإطلاق نار على قوات الاحتلال في أماكن مختلفة، مثل جنين ونابلس والخليل وطولكرم وغيرها من المناطق.
حيث رسم شهداء جنين ونابلس وطولكرم الذين ارتقوا مدافعين عن الأرض والهوية لوحة عز وفخار لفلسطين التي رووها بدمائهم الزكية الطاهرة، فالشهداء أرادوا أن يخطوا بدمائهم الزكية رسالة تقول: إن فلسطين لا يمكن تحريرها إلا عبر هذه الدماء الطاهرة التي قدمها شعبنا على مدار مئة عام، وما زال الجرح مفتوحًا ما بقي المحتل جاثمًا على أرضنا.
وما يحدث في ضفة العياش ومدينة القدس مؤخرًا من هبة الشباب الثائر المرابط للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لاقتحامات ممنهجة ومدفوعة ومحمية من حكومة الاحتلال الصهيوني المتطرفة التي تسعى لفرض واقع جديد يشرّع من خلاله الوجود الصهيوني في ساحات المسجد الأقصى، ويعطي غلاة المستوطنين الحق في تدنيس الأقصى للوصول إلى المخطط الرامي إلى التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين والصهاينة لقبلة المسلمين الأولى.
سيقف شعبنا كما وقف على مدار مئة عام مدافعًا عن أرضه وعن كرامة العرب والمسلمين في وجه المحتل الغاصب، وأمام هذه اللوحة المشرفة التي شهدها وشاهدها العالم أجمع نقول لا بد من وقف التطبيع وهرولة بعض الأنظمة العربية لفتح عواصمها لقادة الاحتلال، في مشهد سيسجله التاريخ في صفحات الخزي والعار، ولا بد من الوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل ودعم أهلنا في مدينة القدس وفي كل فلسطين، لا سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي الذي يعزز صمودنا ويقرّب يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى.