تتعرض المراكز الثقافية الناشئة في الضفة الغربية لحملة أمنية ممنهجة من أجهزة السلطة التي تتناوب أجهزتها على استدعاء القائمين عليها وملاحقتهم أمنيًا، وصولًا إلى إغلاق المراكز ومصادرة معداتها.
وبالرغم من امتلاك جميع المراكز الناشئة لتراخيص مؤسسات ثقافية أو مراكز تدريبية أو تعليمية غير أنّ أجهزة السلطة تصر على إقحامها في تهم سياسية، كمبرر لإغلاقها وملاحقتها.
وأفادت مديرة مركز (بيت الفكر والثقافة الشبابي) ضحى سمارو بإغلاق جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة لمركزها الثقافي في مدينة نابلس، العام الماضي.
وذكرت سمارو لصحيفة "فلسطين" أنّ ملاحقتها على خلفية إدارتها للمركز بدأت باستدعائها وزوجها للتحقيق مما يسمى "قسم المؤسسات في الأمن الوقائي".
وأشارت إلى أنه على الرغم من تأكيدها سياسة المركز ومنهجيته الوطنية إلا أنّ "وقائي السلطة" أصرَّ على إغلاقه.
ونبّهت إلى أنّ (بيت الفكر والثقافة الشبابي) حاصل على إجراءات الترخيص من وزارة الإعلام لكونها ترعى جميع المراكز المختصة بالأدب والنشر، ولكون المركز يهدف أصلًا إلى تعزيز الوعي الأدبي والثقافي لدى الأطفال والشباب ولا سيما الجامعيين.
ولفتت إلى أنّ المركز عمل عدة أشهر ضمن سياسة واضحة واستضاف العديد من الشخصيات الوطنية والأكاديمية وطرح مواضيع تخص الكل الفلسطيني، وعقد شراكات مع مراكز وجمعيات ومع ذلك تعرض للإغلاق.
وبحسب سمارو فإنّ ذريعة أجهزة أمن السلطة لإغلاق المركز هو تبعيته لمؤسسات تركية هي بالأصل معتمدة من وزارة الداخلية برام الله ومرخص له بالعمل، الأمر الذي يمثل تضاربًا في سياسة السلطة وأجهزتها الأمنية.
وختمت سمارو: "لو قُدّر للمركز البقاء.. لأصبح منبرًا لتعليم الأطفال والشبان مهارات الكتابة الأدبية والتأليف والنقد وصولًا إلى نشر أعمالهم".
اقرأ أيضًا: الرجوب: ما تمارسه السلطة من اعتقال سياسي مهزلة يجب وقفها
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022م، أغلقت أجهزة أمن السلطة مؤسسة (آساد) للتنمية البشرية في بلدة بيت كاحل شمال الخليل، التي تهتم بتقديم البرامج التعليمية والثقافية.
وذكرت القائمة بأعمال مديرة المركز إيمان الزهور أنّ أجهزة السلطة أصدرت قرارًا بإغلاقه بالرغم من حصوله الكامل على الترخيص من وزارة الاقتصاد وامتلاكه الأوراق القانونية كافة.
وبالرغم من وضوح سياسة المركز وعدم وجود أيّ أنشطة سياسية له، قالت الزهور: أجهزة السلطة أغلقت المركز بحجة وجود مخاوف من أيّ نشاط سياسي أو تبعية سياسية أو دعم خارجي.
وأضافت الزهور لصحيفة "فلسطين": "أبرزنا للجميع محاضر الاجتماعات وملفات الصادر والوارد وحتى الحسابات البنكية التي خلت من أيّ مصادر دعم"، وبالرغم من ذلك أغلقت السلطة المركز لدواعٍ سياسية.
والأسبوع الماضي، اقتحمت أجهزة السلطة مقر مؤسسة عصفور فلسطين الثقافي في مدينة قلقيلية وصادرت محتوياتها وأغلقتها دون أي مسوغ قانوني.
وبحسب مديرة المؤسسة د. زهرة خدرج فإنّ ١٧ مركبة من أجهزة السلطة المختلفة أغلقوا ٥ مفارق تؤدي إلى مؤسسة عصفور فلسطين في قلقيلية، وصادروا كل ما فيها من مراوح وثلاجات وسماعة متحركة.
وأوضحت خدرج لصحيفة "فلسطين" أنّ إغلاق المركز جاء بذريعة سياسية، مؤكدة أنّ هذه السياسة التعسفية خدمة للاحتلال الإسرائيلي.