قائمة الموقع

مجدل بني فاضل.. قرية مهمشة يعيش أهلها معاناة يومية

2023-05-06T11:19:00+03:00
مجدل بني فاضل

أشبه بأخطبوط يحيط بالقرية من ثلاث جهات يحاول أن يحكم سيطرته عليها، حيث يحيط بقرية مجدل بني فاضل الواقعة شرق مدينة نابلس ثلاث مستوطنات يمثل وجودها طوقًا أمنيًا يضع حياة سكانها على المحك.

يقول أحمد عثمان، أحد سكان القرية: إنه وأسرته يعيشون معاناة شبه يومية في الدخول والخروج، ويضطر في كثير من الأحيان إلى سلوك طرق التفافية بسبب إغلاق الاحتلال لمداخل القرية مما يعطل أعماله.

ويضيف أنه إذا ما أراد التوجه لمركز مدينة نابلس فعليه اجتياز حاجزَين عسكريَين يلزم لاجتياز كل منهما الانتظار لساعات، "وهذا يعني ضياع نهار كامل مما يضطرنا أحيانًا للمبيت خارج القرية حتى لا تتعطل أعمالنا".

ولا يتوفر في القرية أدنى مقومات الحياة، وفق عثمان (38 عامًا)، وأبسطها مخبز، فيضطر الأهالي للذهاب إلى بلدية عقربة التي تبعد "مجدل بني فاضل" ما يقارب 6 كيلو مترات، إلى جانب اعتداءات الاحتلال على سكان القرية ومحاولة سيطرة المستوطنين على الأرض، وبالتالي انتقال العمال للعمل خارج القرية، فيواجهون في سبيل ذلك مشاكل اجتماعية كبيرة بسبب البُعد عن الأهل والأبناء.

ويحيط بقرية بني فاضل ثلاث مستوطنات هي: معالية أفرايم من الجهة الشرقية، ومجدليم من الغرب، ومعسكر جتيت من الجهة الشمالية.

مصادرات واسعة

رامي نصار رئيس المجلس القروي للقرية يتحدث عن معاناة القرية اليومية بفعل الاعتداءات اليومية على أراضيها من الجهات المختلفة منذ أن أصبح للمستوطنات وجود على أرض الواقع في أواخر سبعينات القرن الماضي والمصادرة اليومية، إلى جانب اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المزارعين، حيث يمنعهم الاحتلال من فلاحة أراضيهم أو الاستفادة منها.

ويقول: "إذا تمكَّن المزارع من الوصول إلى أرضه وزراعتها يقوم المستوطنون مع بدء نمو الزرع برعي أغنامهم، وبالتالي فإن ممارسات الاحتلال ضد أراضي القرية وأهلها لا تنتهي ويحاول بكل الوسائل نهب خيرات الأرض والسيطرة عليها".

وكان الاحتلال قد صعد وتيرة عدوانه على "مجدل بني فاضل" بدايات الانتفاضة الثانية الأقصى عام 2000، حيث كانت تبلغ مساحتها في حينه 28 ألف دونم، وبفعل المصادرة اليومية لم يتبقَ منها سوى 2600 دونم وفق نصار، مشيرًا إلى أن 80% من الأراضي الزراعية في القرية صادرها الاحتلال.

ويذكر أن اعتداءات المدة الأخيرة زادت من بؤس أهل القرية وفاقمت من حالتي الفقر والبطالة، حيث ضُمّ أكثر من 800 دونم من أراضيها لمصلحة مستوطنة (جيتيك) لغرض إنشائهم مشروعًا خاصًا بالطاقة الشمسية.

ويوضح أن الظروف المعيشية باتت صعبة جدًا بفعل المصادرات المستمرة للأراضي، بعد أن كانت القرية منتجة للقمح والبقول على مدار العام، "فصار المزارعون عمالًا بالأجرة في أراضي غيرهم بالداخل المحتل، ومستوطنات قريبة منهم، وحرموا من الاكتفاء بمزروعاتهم.

وما يزيد على معاناة أهل القرية إغلاق سلطات الاحتلال لمداخل القرية الأربعة الرئيسة التي تربطها ربطًا مباشرًا مع القرى المجاورة، فلا تكتفي بالمستوطنات الجاثمة على أرضها بل تُضيق الخناق عليها بعد وضعها لبوابة حديدية على المدخل الرئيس "مجدل بين فاضل" تتحكم في فتحها وإغلاقها وتطلب من سكان القرية تصاريح خاصة للمرور.

وتقع قرية مجدل بني فاضل في جنوب مدينة نابلس، وتقع على مفترق طرق محلية للقرى المجاورة، كما أنها ترتفع عن سطح البحر 650 مترًا، وتحيط بها قرى جوريش، ودوما، وقصرى، ويزرع سكانها الحبوب والأشجار المثمرة كالزيتون واللوز والعنب والتين ويعتني سكانها بتربية المواشي.

فيها مدرستان ابتدائيتان إحداهما للبنين والأخرى للبنات، إضافة إلى صفين للمرحلة الإعدادية، وتفتقر للطرق الزراعية، وبحاجة إلى ترميم البنية التحتية، كما لا يوجد فيها أماكن ترفيهية.

اخبار ذات صلة