تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساعيها للسيطرة الكاملة على المواقع والمعالم الأثرية في بلدة سبسطية بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بهدف إنهاء أي وجود تاريخي للفلسطينيين بالمنطقة.
وعملت حكومة المستوطنين الفاشية برئاسة بنيامين نتنياهو، على التصديق على مشروعٍ لسرقة المواقع الأثرية في سبسطية، والاستيلاء عليها استيلاءً كاملًا، إرضاء للمستوطنين.
ويهدف المشروع الذي قدمه وزراء وأعضاء كنيست لتخصيص 30 مليون شيقل، بزعم ترميم المواقع الأثرية وتطويرها، وإعادة فتحها أمام المستوطنين دائمًا، وتعزيز الطرقات والبنية التحتية التي تسمح لهم بالوصول إليها بسهولة.
وتتربع سبسطية المدينة الأثرية الكنعانية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين على 5 آلاف دونم، نصفها تقريبًا يصنفها الاحتلال مناطق "سي" ويضع يده على 400 دونم منها مباشرة.
ويؤكد رئيس بلدية سبسطية، محمد عزام، أنه مع وصول حكومة المستوطنين الحالية إلى سدة الحكم في كيان الاحتلال، بدأت بالعمل للسيطرة الكاملة على جميع المواقع الأثرية في البلدة.
ويقول عزام لصحيفة "فلسطين": "بدأنا نشهد خطوات الاحتلال لتهويد المواقع الأثرية في البلدة، إذ وصلت قبل أيام مجموعة من الطواقم الإسرائيلية إلى سبسطية ومعهم مجموعة من الخرائط، ونفَّذوا بعض الأعمال".
ويوضح عزام أن حكومة الاحتلال خصصت 30 مليون دولار لخدمة البنية التحتية التي تصل إلى المواقع الأثرية في سبسطية، وذلك بهدف تسهيل وصول المستوطنين إلى تلك الأماكن، وتركيب كاميرات عالية الجودة في الطرق الواصلة إلى المناطق الأثرية.
ويبين أن سلطات الاحتلال تحاول منذ سنوات الكشف عن أي دلائل أثرية تتعلق باليهود في بلدة سبسطية ولم تصل إلى أي شيء، إذ أرسلت الحركة الصهيونية في عام 1908، باحثين من جامعة هارفارد الأمريكية بهدف اكتشاف معالم أثرية لليهود وفشلوا.
ويشير إلى أن سبسطية تكتسب أهمية تاريخية لكون عمرها تجاوز 3000 آلاف عام، والمواقع الأثرية الموجودة بها تعود إلى الحضارات الرومانية والكنعانية، والبيزنطية.
اقرأ أيضاً: سبسطية.. بلدة قضاء نابلس يهددها التهويد والتغيير والتزييف
ويبين أن أبرز المواقع الأثرية الموجودة في سبسطية: مقام سيدنا يحيى، وشارع الأعمدة والبازيليكا، والمدرج الروماني والبرج الهيلينستي، ومعبد أغسطس، وقصر القلعة، والقبور الرومانية، وجميعها لا علاقة لليهود بها.
المؤرخ عبد الله كلبونة يؤكد أن اهتمام سلطات الاحتلال بالمواقع الأثرية في سبسطية يهدف إلى الوصول إلى أي شواهد مزعومة لليهود في تلك المنطقة التاريخية.
ويقول كلبونة لصحيفة "فلسطين": "تريد سلطات الاحتلال تهويد بلدة سبسطية، بهدف إنهاء وجود الآثار العربية والحضارة الكنعانية بتلك المنطقة، وهذا نابع من محاولة قطع الرواية والحقيقة التاريخية الفلسطينية".
ويشدد على أن المواقع الأثرية في بلدة سبسطية هي فلسطينية كنعانية بامتياز، ولا يوجد أي معالم لليهود فيها.
ويوضح كلبونة أن علماء الاحتلال اعترفوا بعدم وجود أي جذور لليهود في فلسطين عامة، أو شيء اسمه "هيكل"، وما يُتحدث عنه مجرد خرافات، ومنها منطقة بلدة سبسطية.
ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال تخصص أموالًا ضخمة لتسهيل وصول المستوطنين إلى المواقع الأثرية في سبسطية، بهدف تسهيل السيطرة عليها، وتكثيف وجودهم في تلك المناطق.