حذر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة من أن مواصلة الاحتلال الإسرائيلي سياسة اغتيال المقاومين تنذر بإشعال الأوضاع في جميع مدن الضفة الغربية المحتلة، مؤكدًا أن دائرة المقاومة آخذة بالاتساع.
وارتقى أمس مقاومان ورفيقهما، كانا قد نفَّذا عملية فدائية قرب "مفترق الحمرا" في الأغوار قبل نحو شهر، قُتلت فيها 3 مستوطنات، في جريمة اغتيال إسرائيلية في البلدة القديمة بمدينة نابلس.
وبعد مرور ساعات قليلة، أعدمت قوات الاحتلال فتاة بزعم تنفيذها عملية طعن لمستوطن جنوبي نابلس.
وعدَّ خريشة في حديث خاص مع صحيفة "فلسطين" الممارسات الإجرامية الإسرائيلية "محاولة يائسة لاجتثاث المقاومة لكونها بدأت بتشكيلات عسكرية منظمة"، منبهًا إلى أن الاحتلال يخشى تكرار نموذج مقاومة غزة في الضفة.
وأوضح أن الاحتلال يسعى لاجتثاث المقاومة عبر تخويف المواطنين، لتقليص حجم الحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومين في مدن الضفة الغربية، لكنه بات يدرك أن هذا الأمر شبه مستحيل، مشيرًا إلى أنه بعد ارتقاء الشهداء ينضم عشرات الشباب والمناضلين إلى صفوف المقاومة وهو ما يؤرق الاحتلال ويزيد حالة القلق لديه.
وأكد فشل الاحتلال في إنهاء ظاهرة المقاومة بسياسة الإعدامات والاغتيالات، وأن المقاومة تزداد وتتعمق في تجربة وحدة الميدان بين الفصائل المختلفة التي باتت متفقة على مقاومة الاحتلال بعيدًا عن الخلافات السياسية، ولم يستبعد تدحرج الأوضاع في الضفة وصولًا إلى انتفاضة، وهو ما يُقلق المحتل وكل من راهن على تهدئتها.
اقرأ المزيد: حنيني: قيادة "القسَّام" هي من تقدّر الظرف في الإعلان عن عملياتها
وشدد خريشة على ضرورة تفعيل الحاضنة الشعبية، بحيث تكون مراقبة حقيقية لاعتداءات الاحتلال واقتحامات المدن بتَكامل جهودها ويقظتها الدائمة، مطالبًا بضرورة تعميق ثقافة أن المقاومين يمثلون حالات وطنية يُمنع المساس بهم بأي شكل من الأشكال، وترسيخ هذه القناعات لدى المواطنين، بأن المقاومة هي سند لكل الشعب الفلسطيني.
وأكد أهمية دور الفلسطينيين في الشتات والداخل وغزة والضفة عبر استمرار معركة وحدة الساحات التي باتت تمثل بذور ثورة حقيقية تزيد حالة القلق لدى الاحتلال.
في السياق، استهجن خريشة مواصلة السلطة منهج الاعتقالات السياسية بحق المقاومين في الضفة، معتبرًا أن "السلطة عزلت نفسها والمقاومة تزداد".
وبيّن أن الشعب الفلسطيني لم يعد يراهن على السلطة ولا النخبة الحاكمة، بل على مقاومته والحس الوطني المنحاز للقضية الفلسطينية، منبهًا إلى وجود "ذخر إستراتيجي من أبناء الأجهزة الأمنية المقاتلين بعيدًا عن قادتهم المنسقين أمنيًا مع الاحتلال".