"لا يفارقنا الخوف مطلقًا على حياته، فاستمرار اعتقاله يضاعف سوء حالته الصحية ويترك تداعيات خطيرة عليها".. اختصرت ابتسام عمارنة بهذه الكلمات حال زوجها الشيخ عز الدين عمارنة المضرب عن الطعام ضد اعتقاله الإداري في سجون الاحتلال، وتشهد حالته الصحية تراجعًا مستمرًا.
تبدو كل دقيقة تمر على ابتسام في العقد السادس من عمرها، بألف سنة منذ اعتقال زوجها وابنيها والزج بهم جميعًا في سجن "النقب" الصحراوي.
لكن أكثر من يرعبها أن يلقى زوجها الكفيف البالغ (52 عامًا) نفس مصير الشيخ خضر عدنان، والذي استشهد فجر الثلاثاء الماضي، في تطور جديد وصف فلسطينيًا بالاغتيال المتعمد.
وكان عدنان (45 عامًا) أضرب 86 يومًا، لينهي باستشهاده معركة الأمعاء الخاوية السادسة في تاريخه النضالي ضد الاعتقال الإداري بعد أن نجح عدة مرات في انتزاع حريته.
وقد حاول عمارنة مجددًا الاستجداء بتجربة عدنان الطويلة في الإضراب ومقارعة السجان، وهو يخوض معركة أمعاء خاوية لليوم الـ 12 على التوالي رفضًا لاعتقاله الإداري دون تهمة أو محاكمة.
ينحدر عمارنة من قرية يعبد جنوب غرب مدينة جنين في شمالي الضفة الغربية المحتلة، ويلاحقه الاحتلال منذ سنوات طويلة وزج به مرات كثيرة خلف قضبان السجون، قيد الاعتقال الإداري باستثناء سجنه بين 2001- 2006، بحسب زوجته، وبلغ مجموع فترات تغييبه خلف القضبان 9 سنوات.
اقرأ أيضاً: الأسير القيادي "عمارنة" يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ11
وكانت قوات الاحتلال اعتقلته يوم 21 فبراير/ شباط 2022، ووضعته قيد الاعتقال الإداري، تنتهي في 19 يونيو/ حزيران المقبل.
لكن بحسب زوجة عمارنة، فإن سلطات الاحتلال لم تراعِ بعد تراجع حالته الصحية، ومعاناته بسبب أنه كفيف، وتسعى بقوة لتجديد اعتقاله أربعة شهور جديدة.
وهذا ما لم يرض به عمارنة وابنيه أحمد ومجاهد أيضًا، واللذان يرافقان والدهما في النقب.
وبينت ابتسام أو زوجها الكفيف يعاني من عدة أمراض، من بينها ضغط الدم، وقرحة في المعدة، ومشاكل في القولون، وتورم في ساقيه.
وأضافت: أنه لا يلقى الرعاية الصحية اللازمة في سجن "النقب" بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى والمعتقلين.
وتابعت: أن إهمال زوجها طبيًا وعدم تقديم العلاجات المناسبة سيؤدي حتمًا إلى استشهاده.
وبينت أن مدة الاعتقال الإداري لنجلها أحمد (29 عامًا) تنتهي في منصف أغسطس/ آب المقبل، أما مجاهد (22 عامًا) وهو محكوم بالسجن لمدة سنتيْن تنتهي في 5 أكتوبر/ تشرين أول المقبل، وهي تعيش حالة اشتياق دائم لزوجها وابنيها.
وبينما تبدي زوجة المعتقل عمارنة مخاوف كبيرة على حياته، فهي لا زالت تأمل أن يمتد الإضراب عن الطعام ليشمل جميع المعتقلين الإداريين وكذلك الأسرى، مع مساندتهم جميعًا بفعاليات الإسناد والتضامن الجماهيرية، وتوثيق المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية للانتهاكات التي يتعرضون لها.
ويتزامن إضراب عمارنة مع تصاعد مستمر في أعداد المعتقلين الإداريين، وقد تجاوز ألف معتقل في سجون الاحتلال، وهي النسبة الأعلى منذ 2003، وفق معطيات محدثة أوردها نادي الأسير.
وقد بلغت عدد أوامر الاعتقال الإداري حوالي 860 أمرًا منذ بداية 2023.