أجمع محررون على أن ارتقاء الأسير الشيخ خضر عدنان شهيدًا داخل زنزانته كان نتيجة جريمة اغتيال إسرائيلية مدبرة.
واستدل هؤلاء في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أمس، بعدة دلائل وشواهد تثبت اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي.
وأوضح المحرر عامر القواسمي من الخليل أنّ ما حدث مع الأسير الشهيد، جريمة مع سبق الإصرار والترصد.
وذكر القواسمي أنه خاض عدة إضرابات كان خلالها ضباط السجن يتابعون الحالة الصحية له ولغيره من الأسرى المضربين.
وأكد أن تجاهل إدارة السجن للحالة الصحية للأسير المضرب عن الطعام، إهمال متعمد وليس إهمال طبي.
وعدّ القواسمي استشهاد الأسير جريمة إعدام متعمدة عن سبق إصرار وترصّد يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها؛ كون عدنان مضربًا عن الطعام لليوم الـ٨٧ ولا يصح تركه في زنزانة لوحده بعد هذا الإضراب الطويل.
ووافقه الرأي، المحرر ماهر الأخرس الذي أكد أن ما جرى مع الأسير عدنان ليس مجرد إهمال بل قتلًا متعمدًا.
وأوضح أن ما جرى هو دليل واضح على فاشية وإجرام الاحتلال الذي ترك أسيرًا مضربًا في زنزانته لوحده دون مراقبة حالته الصحية.
وأشار الأخرس الذي خاض إضرابًا فرديًّا عن الطعام سابقًا إلى أن جريمة اغتيال الأسير عدنان، جريمة كبرى تضاف لسجل جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
ووفقًا للمحرر على المغربي فإن هناك عدة دلائل أخرى على جريمة اغتيال الأسير عدنان.
وذكر أنه لأول مرة تترك إدارة السجون أسيرًا مضربًا عن الطعام لـ87 يومًا في زنزانة لوحده وليس تحت رعاية صحية ومتابعة لوظائف الجسم أو في مشفى وهو "إهمال مقصود منه القتل".
اقرأ أيضاً: هنية: أبلغنا الوسطاء بضرورة تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان لعائلته
وأشار المغربي إلى أنه لأول مرة يُعلن استشهاد أسير عبر وسائل إعلام عبرية دون إبلاغ قيادة الحركة الأسيرة باستشهاده عدا عن أنه لأول مرة لا تفعّل "لجنة القيم" من نقابة أطباء الاحتلال -والتي تتدخل لإقناع الطرف المضرب- بأخذ المدعمات للمحافظة على الأجهزة الرئيسة للجسم.
شخصية وحدوية
في المقابل، وصف محررون الشيخ عدنان بأنه "شخصية وحدوية" و"ذي همة عالية" في نصرة القضايا الوطنية.
ورأى المحرر محمد عفانة من قلقيلية، أن تجربة الأسير في خوض الإضرابات الفردية "تجربة تستحق أن تكون مادة تدريسية للأجيال، فهو لا يكل ولا يمل داخل الأسر وخارجه".
وقال: إن جميع المناسبات تشهد للأسير الشهيد مشاركته في خيام الاعتصام والمسيرات والوقفات المساندة للأسرى وعائلاتهم.
وأضاف عفانة: "كان يقود الميدان لوحده في خيام الاعتصام ورغم ذلك لا ينال هذا من عزيمته".
وروى المحرر محمد مصلح تجربته مع الشهيد الذي تعرّف عليه وهو شاب يافع ذو همة عالية.
وذكر أن الأسرى كانوا يطلقون عليه "الشيخ خضر في سن مبكر من عمره"، لافتًا إلى أنه كان يحرص على خدمة الأسرى وتجسيد المواقف الوحدوية بين جميع الفصائل.
ولفت مصلح إلى أن مواقف الشيخ عدنان جعلت منه شخصية ذات شعبية داخل الأسر وخارجه، خاتمًا: "سوف تفتقده منازل الأسرى والشهداء والوقفات والمسيرات والاعتصامات".
وتطرق المحرر محمد علان إلى تجربة الأسير مع الإضراب المفتوح عن الطعام، منبهًا إلى أنه كان يخرج في كل مرة منتصرًا.
وأشار علان إلى تعرُّض الشهيد لأذى كبير من الاحتلال وأجهزة السلطة معًا، وكان في كل مرة يزداد حبًّا وعظمة لدى أبناء شعبه.
وبحسب رئيس لجنة المتابعة العليا لهيئة شؤون الأسرى أمين شومان فإن مواقف الشيخ عدنان جعلته تحت أنظار المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن مواقف الأسير عدنان برفضه للاعتقال الإداري وإعلانه المتكرر عن الإضراب المفتوح عن الطعام، أربكت الاحتلال ومنظومته.
وأكد أن ارتقاء الأسير عدنان داخل زنزانته، جريمة اغتيال وسابقة خطيرة داخل السجون.