فلسطين أون لاين

الصلح العربي خير للمقاومة في فلسطين

منذ أكثر من عشر سنوات عصفت الخلافات والانقسامات في المنطقة العربية، إذ باتت الدول العربية ملعبًا لكثير من الأطراف الإقليمية والدولية مستغلة حاجة الشعوب العربية للحرية والاستقرار والتنمية ومستغلة عدم الانسجام بين المستوى الرسمي والمستوى الشعبي العربي.

في هذه الأجواء ظن الاحتلال الصهيوني أن الفرصة متاحة لكسر سلاح المقاومة الفلسطينية إذ شن حربًا ضروسة في عام ٢٠١٤م على قطاع غزة بصفتها المرتكز الأساس في السنوات الأخيرة، لفكر وسلوك المقاومة، امتدت هذه الحرب لواحد وخمسين يومًا ولكن برعاية الله أولًا وأخيرًا ثم بصمود الشعب في غزة أُفشل المخطط.

ومن وقتها انتبهت فصائل المقاومة إلى ضرورة تعزيز المقاومة وتحصينها في ظل انشغال المنطقة بالشؤون الداخلية وضد استغلال الاحتلال لوضع المنطقة ضد فلسطين ومقاومتها، وانتبهت الفصائل المقاومة مبكرًا إلى ضرورة انتهاج سياسة حكيمة قائمة على تعزيز أولوية دعم المقاومة من كل مكونات الأمة العربية والإسلامية، وتحييد فلسطين وشعبها وقضيتها ومقاومتها عن أي خلافات داخلية، وترتيب العلاقات مع كل الأطراف ترتيبًا متزنًا وقائمًا على مصلحة القضية الفلسطينية .

هذه السياسة التي تبنتها حركة حماس كأكبر فصيل مقاوم قلَّلت من الانعكاسات السلبية للبيئة المحيطة ورفعت أنزيمات مصلحة المقاومة لدى الأمة بكل مكوناتها .

والمشهد اليوم يشهد مصالحات مهمة وضرورية من شأنها أن تتجاوز العشرية السلبية المُعاشة في الإقليمين العربي والإسلامي، حيث شهدنا مصالحات بين مصر والسعودية من جهة وبين قطر من جهة أخرى، وبين إيران والسعودية، وبين تركيا وإيران، وتركيا ومصر والإمارات. ونشهد اجتماعات لعدد من الدول المتباينة للاتفاق على إنهاء الأزمة المتعمقة في سوريا واليمن وليبيا.

إننا نؤكد وبعيدًا عن الأسباب والمآلات للوضع الخلافي المنتشر، أن هذه التحركات التصالحية والممتدة هي لمصلحة القضية الفلسطينية لأن فلسطين تحتاج إلى وحدة الأمة بغض النظر عن الطوائف والمذاهب والأفكار مادامت تؤمن بحق فلسطين.

ونقول إلى كل الجهات التي لمزت بسياسة الاتزان المتبعة من فصائل المقاومة أن هذه المصالحات أثبتت حنكة وصوابيَّة سلوك فصائل المقاومة بقيادة حماس التي نجحت في الاحتفاظ بالعلاقة الإيجابية مع كل الفرقاء ولم تقطع الاتصال والتواصل مع أي دولة أو جهة مهما كان موقف هذه الدولة أو الجهة من المقاومة أو فصائلها.

بقي أن نؤكد استمرار جهد فصائل المقاومة الفلسطينية في توحيد كل مكونات الأمة من أجل فلسطين والقدس والأقصى والقيامة، والاستمرار في سياسة العلاقة المتزنة والاحتفاظ بالصورة المستقلة والهوية الواضحة .