فلسطين أون لاين

تقرير كيف نعلّم الأطفال تقبُّل أقرانهم من ذوي الإعاقة؟

...
تقبُّل الأطفال لأقرانهم من ذوي الإعاقة
غزة/ هدى الدلو:

لا تخلو الحياة من تعامل الطفل مع آخر من ذوي الإعاقة، وقد يخطر بباله الكثير من الأسئلة التي يود معرفة إجابتها، ولذلك من المهم أن يعرف الطفل كيف يمكن له أن يتقبل الاختلاف والانسجام مع غيره، فما هو دور الوالدين في تعليم الطفل تقبُّل أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

الاختصاصي النفسي زهير ملاخة يتحدث أن الأمر يتعلق بالثقافة والتربية السائدة بالمجتمع، والأسرة التي لا بد أن تكون قائمة على تعزيز الجوانب الإنسانية والقيمية وبناء معاني الرحمة والمحبة وتقبُّل الآخرين، وهذا لا يأتي إلا من خلال توجيه تربوي أسري مجتمعي يحث على ذلك.

ويرى أن التنشئة الأسرية لها الدور البارز في تهيئة الأبناء لتقبل الاختلال وتعزيز التقارب والتفاوت في الإمكانيات والقدرات بين الأشخاص، والتركيز معه على أهمية التعامل معهم بطريقة طبيعية دون إظهار ردود فعل مبالغ فيها، وطرح المساعدة بطريقة لبقة واحترام الردود.

ويشير لصحيفة "فلسطين" إلى العديد من أشكال زرع تلك الثقافة البناءة والإنسانية في النفوس من خلال التوجيه والنصح بالحديث عن تقبُّل الآخرين وتقديم المساعدة لهم، وبيان أن الفروق الصحية والعقلية والجسدية والمادية بين الناس سنة كونية وأمر طبيعي، أوجدها الله بين عباده لغاية.

مساحة للتواصل والأسئلة

ويبين ملاخة أهمية التوضيح للطفل ماذا يجب أن نفعل مع ذوي الإعاقة كعدم تمييز وعدم استهزاء أو تنمر أو تجاهل أو تجنب وتجافي وجودهم، "فهم بأمس الحاجة ليد حانية وكلمة طيبة، وذلك حتى يكون الجميع سواسية في المعاملة وتسود المحبة والرحمة والألفة بين الجميع".

ويقول، إن هذا الحث قد يكون على شكل توجيه كلامي أو بتجسيد معاني القدوة، مع الاستدلال بالتوجيه القرآني والقصصي، والتدريب في الصفوف الجمعية التي تجمع الأقران بكل حالاتهم مع بعضهما وتدريبهم وتشجيعهم بالأنشطة على ثقافة التقبل والاهتمام، ونشر المعرفة الثقافية وعدم إحلال مشاعر الاغتراب المعرفي حول مفاهيم الحالات الخاصة".

ويلفت إلى أن المبادرات المجتمعية والأسرية لها دور كبير في تشكيل الوعي بالآخر من خلال الزيارات والأنشطة الجمعية مع أصحاب الحاجات وتحقيق التقارب بالمشاعر وبالجسد وصولًا إلى تشكيل سلوكيات عن قناعات وفهم إيجابي.

كما يجب العمل على خلق حالة من الثقة والحميمية بين الآباء وأبنائهم لإيجاد مساحة لطرح الأسئلة والنقاش لتحقيق الفهم وبناء الثقافة الراسخة القوية، وذلك لتحقيق شخصية تذخر بالمعرفة والفهم والقيم الإيجابية، وبالتالي الوصول إلى مجتمع ذي رسالة إنسانية وقيمية عالية.

وينبه ملاخة إلى أن على الآباء عدم إغفال ذكر أمثلة عن معاني العزائم والإرادة وصناعة التاريخ والإبداع الذي تميز به أصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات، بالإضافة إلى دور المدرسة والمعلمين في تعزيز ثقافة تقبُّل الاختلاف.

أفكار للتقارب

ونشر موقع "كيدي 123" أفكارًا حول كيفية تعليم الأطفال احتضان الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، كالتحدث عن كيف يمكن أن يكون الناس مختلفين، إذ يحتاج الطفل إلى معرفة أن هناك اختلافات بين البشر في القدرات والطاقات وكذلك الصحة، وأن لكل فرد خصائص مختلفة تتشكل منها الهوية والشخصية.

ويذكر الموقع أنه يمكن عرض قصص تناقش التنوع بطريقة يمكنها أن تعلم الطفل وتثقفه عن ماهية الإعاقة من خلال المواد التعليمية التي تناقش الموضوع بأسلوب غير معقد وملائم للأطفال، كما أن القدوة من أسهل الوسائل التي يمكن للطفل التعلم بها، وعلى الآباء أن يظهروا التعاطف والدفء في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

وينصح بتوجيه الأطفال للتعبير والتحدث عن تساؤلاتهم حول الإعاقة وتقديم أجوبة منطقية صحيحة معتمدة على حقائق ومعلومات صحيحة، وهنا، من الجميل مساعدة الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة على تقديم الأجوبة أيضًا.