"قرابة شهر واحد باقٍ على موعد الامتحانات النهائية، ونحن تائهون، ولا نعرف شيئًا عن الفصل الثاني"، بهذه الكلمات عبَّر طالب الثانوية العامة "التوجيهي"، محمد عبدو عن معاناته من جراء عدم تعويض ما فاته من المنهاج، بسبب تعطيل العملية التعليمية في مدارس الضفة الغربية المحتلة الذي استمر قرابة 80 يومًا.
وقال عبدو لصحيفة "فلسطين": إنه وزملاءه بمدرسة الحسين بن علي الثانوية بالخليل، يواجهون صعوبة كبيرة في الدراسة ومتابعة المنهاج مع المعلمين، بعد المدة الطويلة من تعطيل الدراسة، نتيجة إضراب المعلمين.
وأضاف: "مع عودة المعلمين إلى العمل من جديد واستئناف الدراسة، بدأ المعلمون معنا من نهاية المنهاج تقريبًا، ولم يُعوّضونا عن الأيام التي خاضوا فيها الإضراب، وهو ما يعني أنّ كثيرًا من الدروس راحت علينا".
ولفت إلى أنّ الطلبة لم يحصلوا على أيّ درس من المنهاج الطويل في الفصل الدراسي الثاني، واعتمدوا على أنفسهم طيلة تلك المدة لتعويض غياب المعلمين.
أما طالب الثانوية العامة، أحمد أبو عواد، فقد أكد أنه يواجه صعوبة في تعويض ما فاته من دروس بالمنهاج الدراسي في الفصل الثاني، بسبب تعطيل الدراسة.
وقال أبو عواد لصحيفة "فلسطين": "بدأت مدرستنا العمل بخطة التعويض عن أيام الإضراب، ولكن مع العودة من جديد للدراسة، يبدو أنّ تلك الخطة لن تنجح لأنّ المدة قصيرة جدًّا".
وبيَّن أنّ معلمي مدرسته لم يبدوا اهتمامًا كبيرًا في إعادة تعويض جميع الدروس وإعطاء كل واحد منها الوقت الكافي، حيث يمرون على الدروس مرورًا سريعًا.
وشدد على أنّ طلبة الثانوية العامة يتعرضون لظلم شديد نتيجة عدم إعطائهم التعويض الكامل، وعدم تهيئتهم للامتحانات "التوجيهي" وفقًا للمطلوب.
اقرأ أيضًا: تقرير اتحاد معلمي الضفة.. أداة السلطة لإفشال حراك المعلمين لاستعادة حقوقهم
وطالب أبو عواد وزارة التربية والتعليم بضرورة إيجاد حل للطلبة وتعويضهم بطريقة سليمة عن الأيام التي تعطلت فيها الدراسة مدة الإضراب.
ومن المقرر أن تبدأ امتحانات الثانوية العامة في فلسطين يوم الأربعاء 7 من يونيو/ حزيران 2023، وفق ما أعلنت وزارة التربية والتعليم في وقت سابق.
خطة مرفوضة
من جهته، أكد الناشط في حراك المعلمين الموحد، خالد شبيطة، أنّ غالبية المعلمين يرفضون خطة التعويض التي طرحتها وزارة التربية والتعليم، بعد العودة من الإضراب، جملة وتفصيلًا.
وقال شبيطة لصحيفة "فلسطين": إنّ "عملية التعليم هي تراكمية وليست يومية، وما فات على الطلبة في الأيام السابقة للإضراب، يحتاجون إلى أشهر من أجل تعويضه، وليس في وقت قصير".
وبيّن أنّ الطالب سيُعوّض بالمفاهيم التراكمية في الثلاث سنوات الماضية، حيث إنّ بعض الدروس تتكرر بين المراحل الدراسية المختلفة بإضافات بسيطة.
وأعرب شبيطة عن اعتقاده بأنّ طلبة الثانوية العامة لم يتأثروا من إضراب المعلمين، لكونه قدمت دروس لهم في مدة الإضراب، وكانت نسبة تأثير هذه الفئة في أيام الحراك فقط 20%.
ولفت إلى أنه "يوجد حقوق متراكمة للمعلمين لدى الحكومة، وهي صرف راتب كامل، وعلاوة الـ15% التي وعدوا بصرفها منذ عام 2021، وصرف غلاء المعيشة".
والأربعاء الماضي، أعلن حراك المعلمين الموحد، تجميد الإضراب حتى العاشر من سبتمبر/أيلول المقبل، والعودة إلى انتظام الدوام في مدارس الضفة الغربية، وذلك بعد ضمانات تلقاها حول الالتزام بالاتفاقات الموقعة، وتحديد سقف زمني لصرف مستحقات العلاوة المالية التي يطالب بها.