فلسطين أون لاين

الصهيونية تزيد النار اشتعالًا في كييف وفي الخرطوم

لم يعد ثمة شك لدى روسيا وغيرها من استخبارات الدول أن (إسرائيل) ضالعة في الحرب الأوكرانية مباشرة، من خلال دعم أوكرانيا بالذخائر المنتجة في (إسرائيل)، وبالذخائر الأميركية المخزنة في (إسرائيل).

تقول القناة العبرية رقم (١٢) يوم الاثنين: إن أميركا تعتزم نقل (٣٠٠) ألف قذيفة مدفعية من عيار (١٥٥) مليمترا، وإن جهاز الأمن الإسرائيلي يقوم بزيادة إنتاجه الذخيرة، وخاصة القذائف المدفعية (١٥٥) مليمترا.

إن ما تقوله القناة (١٢) العبرية هو إقرار صريح بتدخل (إسرائيل)  في الحرب ضد روسيا، ولم يعد ثمة حاجة للمعلومات الاستخبارية، ولا لشواهد إضافية، وهذا يفسر حالة الجفاء في العلاقات الروسية الإسرائيلية كما ظهر ذلك في مجلس الأمن في الجلسة التي ناقشت الأوضاع الفلسطينية، وكان يرأس الجلسة لافروف وزير خارجية روسيا، ويومها انسحب الوفد الإسرائيلي من الجلسة.

نحن الفلسطينيين لا نحتاج لمعلومات استخبارية، ولا لتصريحات القناة (١٢)، لأن لدينا اعتقادا راسخا ومتوارثا أنه حيثما كانت ثمة حرب فإن الأصابع الإسرائيلية واليهودية تكون حاضرة وفاعلة في زيادة اشتعال النار، والحرب في أوكرانيا ليست بمنأى عن الإستراتيجية الصهيونية المتوارثة، وحسبك أن تتعمق الحرب الدائرة في السودان، فإنك ستجد الموساد ضالعا في هذه الحرب، وزيادة اشتعالها، وإن الأخبار التي تتحدث عن وساطة إسرائيلية بين طرفي الصراع لا يمكن تصديقها، لأن ذلك ليس من طبع (إسرائيل)، ولا من إستراتيجية الصهيونية اليهودية.

نعم، روسيا لا تتحرك ضد (إسرائيل)، لأن روسيا تخشى النفوذ اليهودي الصهيوني في العالم، وتخشى اللوبي الصهيوني في روسيا وغيرها من الدول، لذا هي لم تتخذ إجراءات قوية ضد (إسرائيل)، ونحن نخالف التحليل الروسي، ونرى أن مصالح روسيا تكمن في إجراءات قوية ضد (إسرائيل)، ولا سيما في سوريا، وهذا هو ما يردع (إسرائيل)، ويقطع أصابع عمالتها لأميركا والغرب في الصراع مع الشرق.

(إسرائيل) التي جيّشت العالم الغربي ضد إيران لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة، هي التي تلعب بالنار وتقف لجانب طرف أوكرانيا، لأن من الإسرائيليين من يعد أوكرانيا دولة اليهود الثانية وهي تحت رئاسة زيلنسكي اليهودي. إن النفوذ اليهودي الصهيوني لا يعادله نفوذ آخر في العالم إذا استثنينا نفوذهم في أميركا. (وإسرائيل) هي التي ستدمر السودان وتحرق فرص المصالحة، لأن مصالحها في الحرب لا في المصالحة، والمؤسف أن قادة السودان لا يعملون ضد هذه المصالح، ولا يحذرون من تدخلات (إسرائيل).