فلسطين أون لاين

متى تتخلون عن العنصرية؟ فلسطين لم تكن صحراء

 

دول الاتحاد الأوروبي شاركت في تأسيس دولة الاحتلال، وفي دعمها ماديا وسياسيا. الدعم الغربي لتأسيس دولة الاحتلال في فلسطين لا يقل إجراما بحق الشعب الفلسطيني عن الدعم الأمريكي. الكتلة الغربية الأمريكية لم تقف عند دعم دولة الاحتلال، بل تجاوزت ذلك إلى التغافل عن وجود الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، وقفزت عن حضارة هذا الشعب وتراثه الثقافي العربي والإسلامي.

جريمة الكتلة الغربية الأمريكية هي جريمة مزدوجة، شقها الأول دعم اليهود في احتلالهم لفلسطين، وتاريخ هذا الدعم وتفاصيله طويلة وعديدة، وهو ليس لنا هنا بغرض. وشقها الثاني هو في القفز عن الشعب الفلسطيني وتجاهل وجوده وحقه في وطنه وحقه في العودة له، ثم تجاهل نضاله المستمر والمتواصل منذ عام ١٩٤٨م للعوده لوطنه ودياره التي هجّر منها قسرا، وربما كان أحدث هذه المواقف الإجرامية في هذا الشق من الجريمة المزدوجة المركبة ما صرحت به رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي (أورسولا فون دير لاين) حين قالت في تهنئتها لدولة (إسرائيل) في ذكرى تأسيسها رقم (٧٥): "إن (إسرائيل) جعلت الصحراء تزدهر"!

إن هذا التصريح البغيض مشكلته أنه يأتي بعد (٧٥) عاما من بداية الجريمة، حيث يجدد تصريحها الكريه قضية إنكار الوطن، والشعب الفلسطيني، وحضارة الشعب الفلسطيني، ففلسطين لم تكن صحراء كما زعمت هذه المرأة العنصرية، فقد رأت بعين واحدة، رأت (إسرائيل) ولم ترَ فلسطين، والشعب الفلسطيني، والحضارة الفلسطينية. 

إن احتجاج السلطة الفلسطينية، واحتجاج الفصائل الفلسطينية، هو احتجاج في مكانه، وهو احتجاج موضوعي، ولا يحق لهذه السفيهة أن تطالب السلطة بالاعتذار عن احتجاجها، وعلى هذه السفيهة العنصرية أن تصحح تصريحها، وأن تعتذر هي للشعب الفلسطيني.

إن تجاهل العنصرية الغبية للشعب الفلسطيني، وتاريخه في وطنه، لن يغير الواقع، ولن يمنع الفلسطيني من المقاومة، والعمل للعودة لوطنه. فلسطين لم تكن صحراء، بل كانت عامرة بالوجود وبالحضارة.