بعقولهم الفذّة وعقيدتهم الراسخة، استغل أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام الذين درسوا الهندسة في جامعة بيرزيت، علمهم وإرادتهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف جنوده ومستوطنيه.
سطّر مهندسو القسام في جامعة بيرزيت، بأفعالهم حروفًا من ذهب في سجل المجد الفلسطيني، وأرعبوا دول الاحتلال بعمليات خلّدها التاريخ.
المهندس الأول
برع مهندس القسام الأول الشهيد يحيى عياش الذي درس تخصص الهندسة الكهربائية في جامعة بيرزيت، في صناعة المتفجرات التي زرعت الموت بين المستوطنين.
أشرفَ المهندس عياش على تنفيذ سلسلة عمليات موجعة ردًّا على مجزرة المسجد الإبراهيمي، وقضى شهيدًا بتاريخ (5/1/1996) وغدا أيقونة من أيقونات المقاومة الفلسطينية.
المهندس الثالث
وتعرف ساحات جامعة بيرزيت أيضا، مهندسها البارع أيمن حلاوة الذي قضى شهيدًا في 22/10/2001، بعد أن استحقّ لقب المهندس الثالث في كتائب القسام لحسن صنيعه ودوره البطولي في مقاومة الاحتلال.
كان الشهيد حلاوة المطلوب الأول لقوات الاحتلال لضلوعه في مقتل عشرات المستوطنين والجنود وإصابة المئات خلال عمليات نفّذتها كتائب عز الدين القسام.
كما كان يقف وراء العملية الاستشهادية التي وقعت في ملهى "الدولفانيم" بمدينة "تل أبيب"، وأسفرت عن مصرع 23 مجندًا إسرائيليًّا.
بطل العهدة العشرية
أصرَّ المهندس القسامي ضياء الطويل من مدينة البيرة، على أن يكون من أبطال الثأر المقدس، والمشاركة في سلسلة عمليات العهدة العشرية لكتائب القسام.
التحق بجامعة بيرزيت ودرس هندسة الكهرباء، وفجر في 27/3/2001 حزامه الناسف في منطقة التلة الفرنسية بالقدس المحتلة، مما أسفر عن مقتل مستوطنين اثنين وإصابة نحو 20 آخرين بجراح مختلفة.
المهندس مؤيد عيادة
تميز المهندس القسامي مؤيد محمود عيادة "صلاح الدين" من طولكرم، بالتزامه الديني في المساجد منذ نعومة أظفاره، وهو شقيق القائد القسامي الشهيد ثابت عيادة.
التحق مؤيد بكلية الهندسة في جامعة بيرزيت، ثم بجامعة النجاح الوطنية وأصبح طالبًا في كلية الهندسة بقسم العمارة.
في صبيحة الثامن من تشرين الثاني لعام 2001 كانت جامعة النجاح تحتفل بفوز الكتلة الإسلامية، بأغلب مقاعد مجلس اتحاد الطلبة، لكنّ مؤيد احتفل بعملية استشهادية في أرض باقة الشرقية شمال طولكرم عندما فجر حزامه الناسف بمجموعة من جنود الاحتلال فأوقعهم بين قتيل وجريح.
المهندس صالح تلاحمة
ومن مدينة الخليل كان القائد القسامي صالح محمود تلاحمة، رفيقًا للمهندس يحيى عياش في دراسة الهندسة الكهربائية بجامعة بيرزيت.
عمل صالح مع المهندس القسامي الثاني محيي الدين الشريف، والشهيد جميل جاد الله ونشأت جبارة وهاني رواجبة، وواصل عمله العسكري مع الشهيدين سيد عبد الكريم قاسم وحسنين رمانة والقائد القسامي إبراهيم حامد.
استمر في عمله المقاوم، حتى آخر لحظة من حياته عندما خاض اشتباكًا مسلحًا مع قوات الاحتلال التي حاصرت بناية في البيرة في الأول من كانون الأول/ ديسمبر عام 2003.
أبطال في الأسر
ومن كلية الهندسة في جامعة بيرزيت تخرّج المهندس القسامي الأسير سلامة محمد القطاوي، حيث اعتقل في 19-8-2010، ويقضي حكمًا بالسجن لمدة 15 عامًا، على خلفية مشاركته في عملية اشترك فيها مع ابن جامعة بيرزيت الأسير القسامي أحمد أديب الصيفي الذي يقضي حكمًا بالسجن 17 عامًا.
وتغيب سجون الاحتلال الأسير القسامي المهندس محمود حماد شريتح (44عامًا)، من مدينة يطا جنوب الخليل، المحكوم بسبعة مؤبدات.
واتهم الاحتلال شريتح، بأنه أحد قادة القسام الذين عملوا تحت قيادة القائد القسامي الأسير إبراهيم حامد، والمهندس القسامي عبد الله البرغوثي، كذلك اتهم بالمسؤولية عن تجهيز الاستشهادي الذي نفّذ عملية شارع النبي في "تل أبيب" بتاريخ 19/9/2002، وأدت إلى مصرع ستة مستوطنين وإصابة العشرات بجروح.
أما الأسير القسامي عماد نعيم الشريف، فبسبب مطاردته وأسره، لم يستطع أن يكمل دراسة الهندسة في جامعة بيرزيت، وهو معتقل منذ ديسمبر 2003، ومحكوم بالسجن 27 عامًا.