بات عبور الحواجز الأمنية لجيش الاحتلال في منطقة الأغوار الفلسطينية، يمثل هاجسًا وضغطًا كبيرًا في الأيام الأخيرة، وهو ما تسبب بتعطيل أعمال وأشغال الكثير من العمال والموظفين، وفاقم مَعاناة المرضى، وتسبب بخسائر فادحة للمزارعين وقطاعات أخرى كثيرة.
ويستخدم الاحتلال الحواجز الأمنية بكثرة في مناطق الضفة الغربية، منها حواجز ثابتة لجيش الاحتلال، وأخرى حواجز طيارة سرعان ما يزيلها، ومنها أيضًا حواجز لشرطة الاحتلال، وجميعها تستهدف الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين للتضييق عليهم، بشرائحهم المختلفة، ولا سيما في حالة وجود عمليات للمقاومة.
ووسط مشاعر الغضب يقول المزارع سامح شواهنة، إنه ومنذ قرابة ثلاثة أسابيع تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تشديد إجراءاتها العسكرية على حاجز الحمرا في الأغوار الشمالية، وحاجزَي "تياسير" و"بردله"، مما أتلف بعض منتجاته نتيجة الانتظار لساعات.
وعن خسائره يقول: "انتظار لثلاث أو أربع ساعات على حاجز الحمرا، وسط الحر الشديد المعروف بمنطقة الأغوار يجعل الخضار التي بمركبتي تذبل وهو ما يخفض سعرها، أو اضطر لإتلافها، ولا أحد يعوضني، عدا عن خسائر أخرى تتعلق بوصول المزارعين المتأخر لمزارعهم وحقولهم".
وتابع: "الحواجز عوامل ضغط وإرباك، والاحتلال يتذرع بالأمن، ونحن المزارعين الأكثر تضررًا بسبب أن الإنتاج يومي من الخضار الذي بحاجة لتصريفه وبيعه بحسبة نابلس يومًا بيوم، وهو ما لا يتوفر في ظل الحواجز والتشديدات عليها منذ نحو ثلاثة أسابيع، ولا يعرف متى يرفعوا الحواجز، التي تذل وتهين المواطنين".
وسجلت مراكز حقوقية اعتقال عدد من الشبان على حواجز الأغوار، خاصة صغار السن، وأفرج عن بعضهم بعد ضربهم وتهديدهم، فيما انتظر مواطنون مرضى على الحواجز لساعات مما فاق معاناة مرضهم، وسط لا مبالاة من جنود الاحتلال.
اقرأ أيضاً: لليوم الـ18.. الاحتلال يشدّد إجراءاته العسكرية على حاجز الحمرا في الأغوار
ويؤكد الناشط الحقوقي، عارف دراغمه أن حاجز الحمرا العسكري تقيمه سلطات الاحتلال، على مفرق طرق حساس يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى والجنوبية والشمالية، وهو ما يعرقل حركة المواطنين بشكل مبالغ حيث لا توجد طرق بديلة ممكنة.
يقول: "جنود الاحتلال الموجودين على الحاجز تعمدوا تفتيش بطاقات الركاب الشخصية، بطيء جدًا وهو ما تسبب بإعاقة وصولهم إلى أماكن عملهم ومزارعهم، والتسبب بخسائر في الوقت والجهد والمال، والجنود على الحواجز غير مهتمين".
ويوضح دراغمه أن الحواجز المنتشرة في منطقة الأغوار، تؤثر سلبيًا على المواطنين سواء كانوا مزارعين أو طلبة أو موظفين، أو مرضى، وأن ساعات طوال من ساعة وحتى خمس ساعات أحيانا تذهب دون فائدة، فقط بانتظار دور التفتيش.