فلسطين أون لاين

لم يكن النائب عماد العدوان أول العاشقين!

لم يكن النائب الأردني عماد العدوان أول متهم من المخابرات الإسرائيلية بعشق فلسطين، ونقل السلاح والمال إلى رجال الضفة الغربية، فقد سبق وأن قضت المحاكم الإسرائيلية بسجن المطران السوري هيلاريون كبوشي 12 سنة، بتهمة بنقل السلاح من لبنان إلى الفدائيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقد سبق المطران كبوشي الكثير من الشخصيات والقيادات العربية، التي حملت هموم الوطن فلسطين، ورأت أن المعركة ضد الصهيونية لا تخص شعب فلسطين، وإنما تخص كل الأمة العربية والإسلامية، لذلك لاحظنا قبل سنوات طويلة، كيف شارك الشهيد عز الدين القسام في مقاومة الاستعمار البريطاني سنة 1935، وتوثق كتب التاريخ أن الشيخ ماجد العدوان، جد النائب المتهم عماد العدوان، قاد انتفاضة قبيلة العدوان ضد الانتداب البريطاني قبل مئة عام من هذه التاريخ، سنة 1923، وما زالت الذاكرة الفلسطينية تختزن مئات الأسماء للثوار العرب الذين شاركوا في ثورة 36، وبعد ذلك شاركوا في مواجهة عدوان العصابات اليهودية 1948، ويتضمن أرشيف الثورة الفلسطينية المئات من أسماء المقاتلين العرب، الذين جادوا بدمائهم حباً بفلسطين، وقضى بعضهم عشرات السنين في السجون الإسرائيلية، وقد التقيت في سجن نفحة وعسقلان والرملة مع سجناء عراقيين ومصريين وسوريين ولبنانيين وأردنيين وليبيين وسودانيين، والقاسم المشترك لهم جميعاً هو حب فلسطين، والحقد على الصهاينة.

وللتأكيد على حب فلسطين، والقناعة الراسخة بأهمية المقاومة، دخل إلى قطاع غزة في السنوات الأخيرة عشرات العرب للوقوف مع رجال المقاومة، منهم خبراء في التصنيع والتسليح والتدريب والإعداد، ومنهم العراقي واللبناني والمصري والجزائري، وعلى رأسهم المهندس التونسي محمد الزواري، وهناك الكثير من الأسماء التي تتحفظ المقاومة الفلسطينية عن ذكر عطائها، وما قدمته للمقاومة الفلسطينية.

النائب الأردني عماد العدوان لم يخطئ الدرب، إنه يسير على النهج نفسه الذي خطه شرفاء الأمة، نهج الانتماء لأرض المحشر والمنشر، نهج الإيمان الراسخ بأن الأرض لن تتحرر إلا من خلال المقاومة.

معركة تحرير النائب الأردني عماد العدوان ابن مدينة السلط، سليل عائلة العدوان المقاومة للعدوان الإسرائيلي، معركة تحرير النائب عماد هي جزء من المعركة الكبرى التي تهدف إلى تحرير فلسطين، وإذا كانت قبيلة العدوان التي ينتمي إليها النائب عماد من أكثر القبائل شراسة وتماسكاً، فإن القبيلة الأكبر التي ينتمي إليها عماد العدوان هي قبيلة الأمة العربية والإسلامية، القبيلة التي تأبى الهوان، وترفض ترف العيش، والمسجد الأقصى بين يدي الغزاة.

قضية النائب عماد العدوان لا تقبل المساومة، ولا يناسبها التوسل والتواصل الدبلوماسي مع العدو، والوقوف بين يدي المخابرات الإسرائيلية والخارجية الإسرائيلية بهدف المقايضة، قضية الأستاذ عماد العدوان تستوجب مواقف صاخبة وصارخة من كل قوى الشعب العربي في الأردن وفلسطين، مواقف تربك حسابات العدو الإسرائيلي، فلدى هذه الأمة حدود آمنة بطول 600 كيلومتر، لو أحس العدو بخطر انفلاتها، لأطلق سراح النائب عماد فوراً، مع كتاب اعتذار، ولدى الأمنة عشرات الطرق الالتفافية في الضفة الغربية، وانعدام الأمن عليها يهدد حياة نصف مليون مستوطن يهودي، ولدى الأمة حشود في غزة، قادرة من خلال المسيرات الخشنة في الضغط على عدو لا يفهم إلا لغة القوة والعنف.

قضية النائب عماد العدوان تعكس حقيقة الحب الأزلي لأرض فلسطين، وحقيقة الولاء والانتماء لمئات ملايين العرب والمسلمين للقضية الفلسطينية، وهذا مؤشر يتوجب أن يثير الرعب في قلوب الإسرائيليين، الذين توهموا بموت الأمة العربية، وأنهم قد أهالوا عليها تراب التطبيع مع بعض الأنظمة الهزيلة.