هل ضاقت (إسرائيل) ذرعًا بحصار غزة، وقررت تزويد غزة بالكهرباء رغم أنف السلطة؟
ذلك ما ورد في رسالة يوآب مردخاي منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق إلى حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية، حيث أبلغ يوآف مردخاي حسين الشيخ عن نية إسرائيل استقطاع تكاليف إمداد قطاع غزة بالكهرباء من أموال الضرائب التي تجمعها لصالح السلطة، وطالب مردخاي الشيخ بالتحرك لحل مسألة قطع الكهرباء عن غزة، وذلك لاعتبارات إنسانية خطيرة؛ يجب استعادة إمدادات الكهرباء بطريقة أو بأخرى لغزة".
فهل انهزم المحاصرون لغزة، واختلفوا فيما بينهم، أم أن إسرائيل قد حققت مبتغاها في هذا الشأن؟
رسالة مردخاي فيها غمز سياسي غير بريء، وفيها تبرئة للذئب الإسرائيلي من قطع كهرباء غزة، وفي الرسالة توجيه تهمة رسمية بمسؤولية السلطة الفلسطينية عن معاناة أهالي غزة، فهل قصد مردخاي في رسالته الحط من قدر السلطة الفلسطينية، والتقليل من شأنها حين رهن بقاءها بتواصل تغذيتها من الحبل السري المرتبط بالضرائب التي تجبيها إسرائيل عن البضائع الفلسطينية، أم أراد مردخاي أن يقول لسكان الضفة الغربية، اعتمدوا علينا نحن، وثقوا بنا، وتعلموا من درس غزة! أم أراد أن يقول لسكان غزة، نحن أرحم عليكم من سلطتكم التي اشتهيتموها يومًا، وهتفتم لها، وقدمت الشهداء والجرحى من أجل عودتهم إليكم، ليحكموكم، ويقطعوا عنكم الكهرباء، أم أراد مردخاي أن يصب الزيت على نار الانقسام الفلسطيني، ولا سيما أن صحيفة" تايمز أوف إسرائيل" نشرت الخبر عشية لقاء وفد حركة فتح مع المسؤولين المصريين بهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية؟
في رسالته يعترف يوآف مردخاي بفشل سياسة الضغط على سكان قطاع غزة، الذين لم يخرجوا بمظاهرة صغيرة واحدة ضد حركة حماس، رغم مرور أربعة أشهر على إرهاب تقليص كمية الكهرباء الواصلة لقطاع غزة من 70 ميجاواط إلى 20 ميجاواط فقط.
أزعم أن إسرائيل لا يهمها إلا مصلحة إسرائيل، ومصلحة إسرائيل هي الحفاظ على الهدوء مع قطاع غزة، وعدم اجتياز الخطوط الحمراء التي تشكل خطرًا على قطاعي الصحة والنظافة كما أشار مرخاي في رسالته التي لم يتم نفيها من قبل المسؤولين الفلسطينيين، ولم يتم الرد عليها، وهذا ما يبشر سكان قطاع غزة بعودة خطوط الكهرباء الإسرائيلية، ولكن بآلية جديدة تعزز من الفصل بين غزة والضفة الغربية، وذلك من خلال تقسيم أموال الضرائب بين غزة والضفة.