على مدار شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر السعيد رسمت غزة ملامح حياة مليئة بالحيوية والنشاط والتعالي على الحصار وكيد المتربصين.
فمزجت ألوان الحياة بكل الأبعاد والاتجاهات والمجالات فوجدنا روح المشاعر والأداء المكثف في العبادات وكونت مئات المساجد والجوامع في طول وعرض قطاع غزة لوحة متراصة، عكست إقبال كل الفئات العمرية على الصيام والقيام والقرآن رجالاً وشباباً ونساءً وأطفالًا، كما كونت مدن وقرى ومخيمات محافظات غزة لوحة مشرقة في التضامن الاجتماعي والتعاون الأسري والقيام بالواجب الإنساني، من خلال التعاضد بين العائلات والشرائح المختلفة، ولم تنسَ غزة إقامة لوحة اقتصادية من خلال حركة البيع والشراء وزيارة الأسواق.
هذه اللوحة الحياتية لم تلهِ الشعب الفلسطيني في غزة عن نصرة الأقصى حيث المسيرات والوقفات والكلمات والتجمعات من أجل نصرة الأقصى انتشرت في كل قطاع غزة، وتعدى الفعل السلمي إلى النصرة الساخنة من خلال الصواريخ التي أطلقتها المقاومة في غزة باسم الدفاع عن الأقصى.
وبينما ينشغل الشعب الفلسطيني في غزة بهذه الصور الحياتية اليومية ورسم اللوحات المتباينة والمختلفة فإنه كان يشعر بالحماية والأمان من خلال أداء عالٍ للشرطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في غزة، حيث كانت الشرطة بكل مكوناتها في الميادين ليلاً ونهاراً تحمي النظام العام، وتؤمن الشوارع والميادين والأسواق والمساجد وكل مظاهر الحياة، وإذا كانت الشرطة حمت الجبهة الداخلية داخل المدن فإن المرابطين المقاومين حموا الحدود من مكر الاحتلال والعملاء.
وبذلك رسمت غزة صورة حية نابضة للحياة على الرغم من كل المعوقات وكلاليب الإفشال البشرية والمادية، وجددت غزة الحقيقة أن الشعب الفلسطيني يحب الحياة، ويسعى إلى العيش بأمن وأمان وأنه لا ينسى حقوقه الأساسية في الاستقلال والتحرير وإقامة الدولة المستقلة.
نسأل الله أن يبلغنا رمضان المقبل وقد تحرر الأسرى والمسرى.