فلسطين أون لاين

تقرير كسوة عيد الفطر تحيي سوق ملابس الأطفال والنساء

...
غزة/ أدهم الشريف:

رجل يبيع أصنافًا مختلفة من الأحذية على بسطة خشبية صغيرة، وآخر ينادي بصوت مرتفع محاولاً جذب الزبائن إلى محله المختص ببيع الملابس الرجالية، فيما تتزين الأرصفة والشوارع بأشكال متعددة من أحبال الزينة القماشية والمضيئة.

هكذا يبدو الحال في أسواق قطاع غزة التي تشهد حركة نشطة تتجلى بوضوح في العشر الأواخر من شهر رمضان، استعدادًا لعيد الفطر.

غلاء الأسعار

ويقبل غالبية الأهالي على شراء منتجات مختلفة ومنها الملابس والحلوى والشوكولاته التي تتزين بها الضيافة المقدمة للمقبلين بالتهنئة بمناسبة العيد.

وهذا ما تحرص عليه السيدة ابتسام حسن، من سكان مدينة غزة، وقد جابت عدة أسواق ومحال تجارية بحثًا عن أنواع معينة من الحلوى المستوردة، إضافة إلى المكسرات.

وتقول لـ "فلسطين": إن "تقديم الحلوى من أهم طقوس العيد بالنسبة لنا، إذ يزورنا الكثير من الأقارب والمعارف، وعلينا أن نقدم لهم أفضل ضيافة لدينا".

وتضيف أن أسواق غزة تتوفر بها العديد من الأصناف محلية الصنع والمستوردة، وهي تلبي احتياجات المواطنين على فئاتهم المختلفة وقدراتهم المالية.

وبينما تسير منال عيسى بصحبة أبنائها وبناتها الخمسة (12 إلى عامين) في سوق الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، لشراء ملابس العيد، قالت إنه لا يمكن أن تمر مناسبة العيد دون شراء ملابس جديدة للأطفال، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تشتري ما يناسب قدرات زوجها المالية، حيث يعمل عامل بناء ودخله محدود.

وبعد أن لاحظت عيسى الارتفاع في أسعار الملابس، اكتفت بشراء ملابس جديدة لاثنين، فيما اشترت لأبنائها الآخرين ملابس مستخدمة من محال خاصة ببيع ما يعرف محليًا بـ"المخراز"، وهي مناسبة لهم وفق رأيها وتشبه الجديدة، مشيرة إلى أن متوسط سعر العديد من قطع الملابس يزيد سعرها عن 30 شيقلًا.

ومضت إلى القول ضاحكة، إن شراء ملابس الأطفال بحاجة إلى ميزانية خاصة، "لكن الأهم ألا أثقل كاهل زوجي، فمسؤولياتنا كبيرة والالتزامات متعددة".

بين المحلي والمستورد

ويقف الشاب يوسف نصار، ساعات طويلة وهو يطلع الشابات والسيدات الوافدات على المنتجات المتوفرة في محله الخاص ببيع الملابس النسائية بمدينة غزة.

ويعرض نصار على زبائنه منتجات مختلفة من ملابس العيد المصنعة محليًا، والمستوردة كذلك من الصين وتركيا.

ويقول لـ"فلسطين"، إن جزءًا من الزبائن يفضل المستورد وهو الأعلى ثمنًا، لكن الجزء الأكبر ليس بإمكانه دفع ثمنها ويلجأ إلى المصنع محليًا.

وتتراوح أسعار الملابس النسائية التي يتاجر بها نصار بين 40-200 شيقل، فيما لا يتجاوز المتوسط المالي لغالبية زبائنه 100 شيقل، كما يبين.

ويصف نصار الموسم السوقي هذا العام بأنه أفضل من سابقه تجاريًا، مشيرًا إلى أن إدارة المحل أنفقت قرابة 30 ألف دولار لتوسعته وشراء ملابس العيد ضمن استعدادات الموسم.

حركة نشطة

على مقربة منه، يقف محمود السلك على بسطة وضعها على الرصيف المقابل لمحلّه الخاص ببيع الشالات وإكسسوارات الأطفال والنساء.

يعمل السلك، وهو خريج جامعي تخصص علاج طبيعي، في هذا المحل منذ قرابة 7 سنوات.

وبمناسبة العيد أعدَّ تجهيزات مسبقة واشترى بضائع مختلفة لتلبية رغبات السيدات، لافتًا إلى أن صرف رواتب الموظفين العموميين عمل على تحريك السوق تحريكًا كبيرًا.

وتوقع استمرار الحركة في السوق حتى بعد انقضاء موسم العيد الذي يتزامن من اقتراب العطلة الصيفية وما يرافقها من أفراح ومناسبات اجتماعية.

وعلاوة على المحلات التجارية في الأسواق المركزية بغزة، تنتشر في مناطق مختلفة من القطاع الساحلي عربات متحركة وبسطات ثابتة، لبيع سلع ومنتجات مختلفة خاصة بموسم العيد، الذي يمثل مصدر رزق أساسي لأصحابها.

من بين هؤلاء الشاب عيسى محمود الذي يبيع منتجات زينة خاصة بالعيد ومجموعة من إكسسوارات الأطفال.

ويقول محمود الذي يتنقل بين أحياء متفرقة من مدينة غزة، إنه يعمل ساعات طويلة يوميًا لبيع ما لديه من بضائع في أكثر من منطقة.

وفضل بيع الاكسسوارات هذا العام بسبب الطلب الزائد عليها، وقد لاقت منتجات الأطفال مثل النظارات الشمسية وساعات اليد استحسان العديد من المواطنين.

وزين الشاب محمد بعلوشة جيدًا بوابة المحل الذي افتتح حديثًا في حي الرمال، إحدى أهم المناطق التجارية في مدينة غزة، والمخصص لبيع الهدايا وألعاب الأطفال.

ويضم المحل العديد من أصناف وأشكال الألعاب الخاصة بهذه الفئة من كلا الجنسيْن، ويبدأ سعرها من 5 شواقل، ويصل أعلاها ثمنًا إلى 75 شيقلًا.

ويشير لـ"فلسطين"، إلى أن غالبية الأطفال الذكور يفضلون الألعاب القتالية، ومنها المسدسات والبواريد، في حين أن فئة الإناث يفضلن من الألعاب الدمى ذات الأحجام والألوان المختلفة.