فلسطين أون لاين

تقرير أماني الحشيم.. أسيرة مقدسية تقضي العيد الـ13 بعيدة عن طفليها

...
الأسيرة أماني الحشيم
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

يبدأ الطفلان الشقيقان أحمد وآدم العباسي يومهما في الدعاء لوالدتهما الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي أماني الحشيم، ويختمانه بأمل إنهاء اعتقالها الممتد منذ 7 سنوات.

يعيش المقدسيان حالة اشتياق لا ينضَب لوالدتهما التي حرما منها باكرًا؛ إذّ كان أحمد يبلغ (5 أعوام)، أما آدم لم يتجاوز حينها (4 أعوام) فقط.

وكانت نتيجة قرار سلطات الاحتلال باعتقالها والزج بها خلف قضبان السجون، أن أصبحت الحشيم من سكان بلدة بيت حنينا، بعيدة عن ابنيها وعائلتها، وستحرم من قضاء العيد الـ 13 معهما على التوالي.

تهمة ملفقة

في 13 ديسمبر/ كانون الأول 2016، اعتقلت قوات الاحتلال المتمركزة عند حاجز قلنديا، شمال مدينة القدس، الحشيم البالغة الآن (37 عامًا)، بعد وقوع حادث طرق في المنطقة التي تشهد تحصينات عسكرية مشددة.

ووجهت لها محاكم الاحتلال تهمة محاولة تنفيذ عملية دهس، على الرغم من أن الحادث لم يصب به أي جندي أو مستوطن آنذاك.

"لكن الاحتلال أراد أن يلفق تهمة لها، ويحرمها أبناءها" كما تقول إلهام الحشيم (60 عامًا)، والدة الأسيرة أماني.

وأضافت لصحيفة "فلسطين"، أن أحمد وآدم مروا بظروف صعبة لا توصف بعد اعتقال والدتهما، ولا شيء يمكن أن يعوض غياب الأم.

وأصبحت رؤية الأم لابنيها تقتصر على زيارتهما لها في سجن "الدامون" الإسرائيلي، من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ كانت تنظمها كل أسبوعين مرة واحدة، واكتفت حاليًّا بمرة واحدة شهريًّا.

وقالت والدة الأسيرة: إن الزيارة لا تكفي أن يجتمع أطفال بوالدتهم بضع دقائق، وأخبرتني عدة مرات أنها تحلم بابنيها دائمًا، وتتمنى لو أن تجتمع بهما على الدوام.

وروت والدة الأسيرة موقفًا تقول إنها لن تنساه مطلقًا، حيث كانت وحفيديها أحمد وآدم في زيارة لوالدتهما بسجون الاحتلال، واعتادت لسنوات على احتضانهما في آخر عشر دقائق من الزيارة ومدتها 45 دقيقة.

لكن بعد أن بلغ أحمد 8 أعوام، أصبح ممنوعًا من الوصول إلى والدته داخل السجن لاحتضانها، ولم يعد أمامه إلا الحديث معها عبر سماعة من وراء عازل زجاجي سميك.

اقرأ أيضاً: أسيرة محررة تروي تجربة الاعتقال في رمضان

في نفس الوقت كانت الفرصة متاحة أمام آدم للوصول إلى والدته بسبب أن عمره لم يبلغ 8 أعوام، وفي أول مرة منع أحمد من احتضان والدته بكى بشدة، وهو ينظر إليها، وآدم بين يديها.

أما عن موقف الأسيرة، قالت والدتها: إنه "الموقف الأصعب في حياتها، احتضنت أحد أبنائها، ولم تقدر على احتضان الآخر".

انتزعت إنجازات

على الرغم من معاناة الحشيم، وحرمانها طفليها وإكمال الدراسات العليا، إلا أنها استطاعت انتزاع عدة إنجازات داخل السجون.

والحشيم حاصلة على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القدس، وعندما اعتقلها الاحتلال كانت طالبة ماجستير تخصص تواصل إستراتيجي في جامعة بيرزيت، وهي تحمل أيضًا دبلوم اللغة الإيطالية، ودبلومًا في الدبلوماسية من الأردن.

وقالت والدتها، إن ابنتها الأسيرة تدرس الأسيرات الثانوية العامة، واعتمدتها جامعة القدس المفتوحة لتدرس طالبات البكالوريوس تخصص الخدمة الاجتماعية.

وقد أصدرت قبل عام كتابًا عنوانه "العزيمة تربي الأمل"، وهي بصدد الإعداد لكتاب آخر من المقرر إصداره في مرحلة لاحقة خلال مدة السجن المتبقية، 3 سنوات تقريبًا.

أما عن نجلي الأسيرة الحشيم، فإن جدتهما كما تقول اشترت لهما ملابس العيد، وهي تجهز جيدًا لهذه المناسبة سنويًّا من أجل إدخال الفرحة إلى قلب حفيديها المحرومين قسرًا حنان والدتهم.

وقالت: مهما طال غيابها ستعود إلى ابنيها، وستقضي حياتها معهما، وستراهما يكبران أمامها رغم أنف الاحتلال.

وتعدّ الحشيم واحدة من 5 أمهات أسيرات من أصل 31 أسيرة يقبعن في سجن "الدامون" الإسرائيلي، حسبما أفاد مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر.

وقال الأشقر لـ "فلسطين": إن الأسيرات الفلسطينيات يستقبلن مناسبات رمضان والأعياد بمزيد من الألم والمرار، ويزيد استمرار سجنهن قسوة الحياة عليهن خلف قضبان السجون بعيدًا عن الأهل.

وأضاف: إن حرمان أطفال الأسيرات من اصطحاب أمهاتهم إلى الأسواق لشراء ملابس وألعاب العيد يترك تداعيات سلبية خطيرة على نفوسهم وأوضاعهم الاجتماعية.