حقق الأسرى الفلسطينيون انتصارًا كبيرًا على إدارة سجون الاحتلال وحكومته الفاشية، في أول صدام بينهما عندما أعلن الأسرى عن خوض إضراب مفتوح عن الطعام في أول أيام شهر رمضان، أدى لتراجع الاحتلال عن إجراءاته العقابية الجماعية في اليوم الأول وتعليق الأسرى إضرابهم.
ورغم انتهاء جولة المواجهة الأولى بتحقيق الأسرى انتصارا في الجولة الأولى، إلا أن المعركة مع الاحتلال وحكومته الفاشية لم تنتهِ، في ظل مساعي الاحتلال للتضيق عليهم وتمرير قوانين عنصرية أخطرها قانون "الإعدام"، ومحاولة سحب منجزات حققها الأسرى عبر سنوات طويلة أدت لتحسين ظروف اعتقالهم يسعى الاحتلال لإعادتهم لنقطة الصفر، ما يعني أن المخاطر والتحديات لا زالت قائمة.
على وقع انجاز تحقق بأمعاء الأسرى الخاوية، يحيي الشعب الفلسطيني يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق 17 نيسان/ إبريل من كل عام، وهو مناسبة سنوية تسلط الضوء على واقع الأسرى والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال.
ويعيش الأسرى ظروفًا صعبة، ويتعرضون للتنكيل والتعذيب والقمع المتواصل، والحرمان من العلاج عبر سياسة الموت البطيء وحرمانهم من الزيارات، ويتهدد الموت حياة الأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ 72 يومًا، والأسير وليد دقة الذي تتدهور صحته بعد اكتشاف إصابته بالسرطان ورفض الاحتلال الإفراج عنه، والأسير عاصف الرفاعي المصاب بالسرطان.
الاستهداف الأول
يقول المختص في شؤون الأسرى حلمي الأعرج، إن: الأسرى انتصروا في معركتهم الأخيرة، في صراعهم المباشر الأول مع الحكومة الفاشية التي تولت زمام الحكم لدى الاحتلال، وحاولت استهداف الحركة الأسيرة معتقدين أنهم قادرون على اخضاع الأسرى من خلال التهديدات والإجراءات العقابية.
وأضاف الأعرج لصحيفة "فلسطين"، بأن الحركة الأسيرة توحدت واتخذت قرارها بالإجماع بأنها ستشرع بالإضراب عن الطعام بعد أكثر من 50 يومًا من العصيان المدني، ثم رضخت حكومة الاحتلال وتراجعت عن عقوباتها في أول أيام الإضراب الجماعي للأسرى، وانتصرت الحركة الأسيرة لذاتها وحقوقها كما انتصرت في أيلول/ سبتمبر الماضي على حكومة يائير لابيد".
وأكد أن الحركة الأسيرة تعرف وتدرك دورها في الدفاع عن ذاتها، وحققت انتصارا كبيرا بتراجع الحكومة الإسرائيلية الفاشية عن العقوبات المفروضة دون أن يخوض الأسرى إضرابا طويلا يكلفهم جهدا وتعبا.
ورغم انتهاء الجولة السابقة، إلا أن الأعرج يرى أن المعركة الحقيقة بدأت تجاه القوانين العنصرية من حرمانهم من العلاج وقانون "سحب الجنسية" وقانون "الإعلام" الذي تسعى حكومة الاحتلال لتمريها عبر "الكنيسيت"، وكذلك معركة حرية قدامى الأسرى المرضى والأسرى الإداريين والنساء والأطفال.
وأضاف بأن الاحتلال يحاول إعادة عقارب الساعة للوراء بأن تبقى مطالب الأسرى إنسانية، لافتا إلى أن الأسرى في يوم الأسير يعيشون ظروف اعتقال صعبة، في ظل وجود 400 أسير أمضوا أكثر من 20 سنة في الأسرى، و550 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد، والعشرات ممن أمضوا أكثر من 30 عاما داخل السجون.
وبحسب الأعرج، يعاني الأسرى من التنكيل والتعذيب والإهمال الطبي والاقتحامات المستمرة ومنع الزيارات، وشروط اعتقال صحية وحياتية في كل المجالات.
اقرأ أيضاً: جبارين: ذكرى يوم الأسير تأتي مع معادلة جديدة تفرضها المقاومة
ووفق معطيات من مؤسسات الأسرى، فإن الاحتلال يواصل اعتقال نحو 4900 أسير، بينهم 31 أسيرة، و160 طفلًا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن 18 عاما، إضافة إلى أكثر من 1000 معتقل إداريّ، بينهم 6 أطفال، وأسيرتان، هما رغد الفني، وروضة أبو عجمية.
تحديات قائمة
من ناحية، قال المختص في شؤون الأسرى أمين شومان: إن "يوم الأسير الفلسطيني يحل هذا العام في ظل تسارع للأحداث والمتغيرات على الساحة الفلسطينية، وكذلك وصول اليمين المتطرف لسدة الحكم في الاحتلال ما أفرز عن تولي المتطرف إيتمار بن غفير مسؤولية إدارة سجون الاحتلال".
وأوضح شومان لصحيفة "فلسطين" أن السجون شهدت أوضاعا صعبة منذ بداية العام، من خلال انتهاكات في سياسة الإهمال الطبي والتعليم بالإضافة لسلسلة من التشريعات والقوانين العنصرية التي سعها بن غفير لتمريرها من خلال الكنيست وكان أخطرها قانون الإعدام، ما أدى لاحتجاج الأسرى وإعلان الإضراب مما جعل إدارة سجون الاحتلال ترضخ لمطالبهم.
ويعتقد أن الأيام القادمة ستشهد تحديدات كبيرة للأسرى وانتهاكات وعقوبات بحقهم، مضيفا بأن "حكومة الاحتلال المتطرفة من الواضح أنها لن تستكين في التضييق على الحركة الأسيرة مما يعنني أننا مقبلون على أيام صعبة داخل السجون، الأسرى جاهزون ومتحضرين لأي إجراءات تمس بالحقوق الثابتة التي جبلت بتضحياتهم عبر سنين طويلة".
ويتوقع شومان أن تحاول حكومة الاحتلال الانقضاض على حقوق الحركة الأسيرة التي جاءت بها المواثيق والأعراف الدولية واتفاقيات جنيف، وستواصل إدارة الظهر لتلك الحقوق والمضي بتطبيق القوانين العنصرية ضد الأسرى، وأن الأمور ستذهب لصدام لأن بن غفير يحاول إذلال الأسرى وتركيعهم.