فلسطين أون لاين

في السوق النابلسي الشرقي... "تكنش كِشري وكول كُشري"

...
الكشري
نابلس - غزة/ هدى الدلو:

في السوق الشرقي للبلدة القديمة داخل مدينة نابلس، يقف "أبو رفيق" كما هو معروف ويحب أن ينادى، على رأس عربة لبيع الكشري، ذلك الطبق المصري الشهير ولكن بنكهة فلسطينية، كما يقول.

يعمل معين يعيش "أبو رفيق" وهو من سكان مدينة نابلس، حارسًا لإحدى المدارس، وقادته الحاجة لتحسين وضعه المادي إلى البحث عن فكرة مشروع يمكن من خلاله زيادة دخله.

"تكنش كِشري وكول من عند أبو رفيق كُشري" بلهجة عامية لنابلسية ينادي الرجل الستيني على الزبائن ليخوضوا تجربة تناول طبق الكشري من عنده.

وتعرف أكلة الكشري بأنها من الأكلات المشهورة في مصر، وتحمل مذاقًا غريبًا، وتحتوي على فوائد صحية كبيرة، إذ تتكون من الأرز، والعدس البني، والمعكرونة، والحمص، والبصل المقلي، وصلصة البندورة الحارة.

يقول أبو رفيق لصحيفة "فلسطين": "فكرت كثيرًا في المشروع، واخترت أكلة الكشري كونها أكلة بسيطة وخفيفة وغير مكلفة ماليًّا وأصنافها واضحة وسهلة التحضير، وتحتوي على قيمة غذائية عالية بسبب مكوناتها، فهي أكلة مشبعة وذات فوائد كثيرة".

ويضيف أن "الكشري" أكلة شعبية يتناولها الغني والفقير، كما أن كثيرًا من الناس لا يعرفونها، وقد يقودهم الفضول لتذوقها ومعرفة مكوناتها الغنية بالفوائد.

ويمضي إلى القول: "في الماضي تذوقت هذه الأكلة بالصدفة، هي تشبه أكلة المجدرة الفلسطينية، والأغلب يعرف الكشري، لكن الفرصة لم تسمح له بتذوقها، لذا قررت تعلم طهيها عن طريق الإنترنت، خاصة أن جميع المأكولات الشعبية الفلسطينية متوفرة بالسوق".

ويلفت إلى أن إقبال الناس على طبق الكشري الذي يصنع يتزايد رويداً رويداً، "مَن تذوقها أعجبته، ومختلف الفئات تأتي للتجربة، ولأن الصلصة الحارة أحد مكوناتها، أصبح يحضّر غير الحارة منها لتناسب الزبائن من فئة الأطفال، ويضيف عليها لمسة فلسطينية بتقديم سلطة مصنوعة من خضار متنوعة، ويقدمها حسب الطلب".

في بداية الأمر استغربت الناس مما يبيعه "أبو رفيق" على عربته خاصة أن غالبيتهم يصعب عليهم التغيير، ولم يسبق له أن جرب تذوق طبق الكشري المصري، كما يخبر، لافتًا إلى أن أول زبائنه الأطفال الصغار وطلاب المدارس التي تصطف عربة الكشري أمام أبوابها من الساعة التاسعة صباحًا حتى الرابعة بعد صلاة العصر، ليتفرغ فيما بعد لعمله حارسًا لمدرسة.

ويبيع أبو رفيق طبق الكشري متسوط الحجم بخمسة شواقل، والأكبر منه بسبعة شواقل، وقد تعتمد أن يكون موقع العربة قريب السوق الممتلئ بالحركة ويقصده الجميع.

وتقول إحدى الفتيات: بينما كانت تستعد لاستلام طبق كشري من عند العم "أبو رفيق"، إنها لم يسبق لها تناول طبق الكشري المصري.

وتشير الشابة العشرينية إلى أنها تسمع عن الطبق من خلال مقاطع الفيديو والمسلسلات كما في المسلسل الشهير "لن أعيش في جلباب أبي".

وتضيف: "سمعت عن عربة العم أبو رفيق من زميلاتي ورغبتُ بتجربتها، أكلة لذيذة وخفيفة"

والكشري يعد من أكلات مصر الشعبية التراثية، وتختلف مسمياته من دولة إلى أخرى، ففي بلاد الشام يطلق عليه المجدرة، أما في العراق فيطبخ الأرز مع العدس الأصفر المجروش ويقدم عادة مع كبة الحامض ويعد مكملاً لها.