ربع مليون مصلٍّ يحتشدون في المسجد الأقصى المبارك في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
حشد المصلين القادم إلى الأقصى من القدس والضفة والداخل عدا غزة، يستهدف إرسال رسالة إلى المحتل والعالم أن الأقصى إسلامي، وأن مليون فلسطيني جاهزون للتضحية من أجل المحافظة على إسلامية الأقصى، ومنع التدنيس والتقسيم.
غزة لم تكن في هذا الحشد الإيماني المبارك، لأن الاحتلال يمنع سكان غزة من الوصول إلى القدس، ويحرمهم من حقهم الديني في الصلاة في المسجد الأقصى، ولكن غزة تعيش بقلبها مع الأقصى ومع المرابطين، تعيش معهم ويدها على الزناد لتمنع بقدر ما تستطيع عدوان المتطرفين على إسلامية الأقصى.
سكان القدس، والضفة، والداخل المحتل هم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وهم درع الأقصى والمدافعون عنه، وغزة تدعمهم وتقف خلفهم.
وإذا كان الفلسطينيون هم أول المدافعين عن إسلامية الأقصى، فإن في العالم العربي والإسلامي من يشارك الفلسطينيين في عملية الدفاع، فقد استمعت أمس لكلمات عدد من القادة المشاركين في يوم القدس العالمي الذي يعقد في كل عام في يوم الجمعة الأخيرة من رمضان كما حددته إيران، فوجدت أن المتحدثين يمتلئون ثقة بنصر الله وبزوال الاحتلال، ويحترقون شوقًا للصلاة في الأقصى والدفاع عن إسلاميته، ومقاومة عمليات التدنيس والتقسيم التي تحظى بدعم حكومات (إسرائيل).
يوم القدس العالمي هو يوم جيد لإعلان وحدة المشاعر الإسلامية نحو المسجد الأقصى، وهو يوم إعلان جمعي من مسلمي العالم أنهم لن يسمحوا بالعدوان على إسلامية الأقصى، ولن يقبلوا فيه شراكة يهودية البتة، ومن يبحث عن هيكل مزعوم فعليه أن يبحث عنه بعيدًا عن أقصى المسلمين.
في إيران انطلقت مظاهرات غاضبة من أجل الأقصى، وكنت أتمنى لو انطلقت مظاهرات مماثلة في العواصم العربية والإسلامية لتعزيز وحدة ساحات العالم العربي والإسلامي خلف الأقصى والمرابطين فيه، وأظن أن مشاركة واسعة عربية إسلامية كان يمكن لها أن ترسل رسالة دعم للمرابطين وللفلسطينيين، ورسالة ثانية تهدد العدو المحتل وتوقف تدخلاته الغبية في المسجد الأقصى.
إن يوم القدس العالمي يجدر أن يكون يومًا عربيًّا إسلاميًّا عالميًّا، لا لأن إيران هي الداعية لهذا اليوم، بل لأن القدس نفسها والأقصى نفسه في حاجة لحشد الطاقات من أجل الأقصى، ومن أجل المرابطين الذين تعرضوا هذا العام للضرب والتنكيل والمنع من الاعتكاف فيه.