فلسطين أون لاين

السلطة بسلوكها عزلت نفسها عن شعبنا وفصائله

"خريشة": المقاومة فرضت واقعًا جديدًا يؤرّق الاحتلال في الضفة

...
رام الله- غزة/ أدهم الشريف:

أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة أنّ مجموعات المقاومة المسلحة استطاعت فرض واقع جديد يؤرّق حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيشها ومستوطنيها في الضفة الغربية المحتلة.

وشدَّد خريشة في حديث لصحيفة "فلسطين" على أنّ المقاومة استطاعت أن تتمدد في أنحاء الضفة الغربية في نابلس وجنين والأغوار والنقب، وهي لديها وسائلها وأدواتها التي تستخدمها لفرض واقع جديد يُجهد الاحتلال، وجعلته يستخدم كل ما يملك من إمكانيات لإفشال هبة المقاومة بعدما أصبحت الهاجس الأكبر أمامه.

ونبَّه إلى أنّ محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد في الضفة والقدس لا تتوقف وهي محمومة في ظل وجود حكومة ائتلاف اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو.

وبيّن أنه في الوقت الذي يعمل فيه الاحتلال على تنفيذ المداهمات والاعتقالات وعمليات الاغتيال بحق أفراد وقادة مجموعات المقاومة، أصبح المواطنون أكثر التفافًا حولها وتأييدًا لها.

وعبّر خريشة عن رفضه الشديد للحرب التي يشنها الاحتلال بهدف تثبيت واقع جديد في القدس والمسجد الأقصى، عبر سياسات الهدم والتهويد والإبعاد، وعمليات الاقتحام لتأدية الطقوس التلمودية، والتقسيم الزماني والمكاني.

ونبَّه إلى أنه مقابل كل هذه الانتهاكات، لم يكن أمام أبناء الشعب الفلسطيني إلا تصعيد الفعل المقاوم ردًّا على ذلك في الوقت الذي تسعى فيه حكومة نتنياهو إلى تثبيت احتلالها للضفة والسيطرة على المزيد من أراضيها.

وتابع خريشة: أنّ المقاومة نشطة حاليًا بالضفة الغربية، وهي تحاول استخدام أساليب جديدة في تشكيلات عسكرية واضحة ضد الاحتلال، ولم يعد الاحتلال يداهم أي مدينة أو قرية إلا ويُواجَه بمقاومة عنيفة.

وأشار إلى مؤتمرَي العقبة وشرم الشيخ الأمنيين، واللّذين شاركت فيهما حكومة الاحتلال والسلطة وأطراف عربية ودولية برعاية أمريكية، في محاولة منهم لاجتثاث ظاهرة المقاومة في الضفة.

وعدَّ أنّ هذه المؤتمرات من شأنها ممارسة الضغوط على الضحايا، وهم المواطنون الفلسطينيون، وإحباط عمليات المقاومة، وتشجيع "المجرم" المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي.

ورفض خريشة التهديدات وعمليات التحريض التي يشنها وزير "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، بهدف إيصال عدة رسائل؛ تتمثل بأنه ما زال هو المهيمن والمسيطر، ولديه إمكانيات لفعل لذلك، ومحاولة ترويض الشعب الفلسطيني ليقبل العيش مع هذا الاحتلال.

أما عن الرسالة التي تصل من المجتمع الدولي وفق خريشة، فهي لا تحمل أي جديد يمكن أن يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني خاصة أنّ هذا المجتمع يشاهد ما نتعرض له من انتهاكات وجرائم.

سلوك مرفوض

وبشأن تقييمه لسلوك السلطة في رام الله وتصرفاتها المرفوضة شعبيًّا وفصائليًّا، قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي: إنّ السلطة ما زالت تلاحق مجموعات المقاومة ضمن ظاهرة مستمرة منذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي.

وأضاف خريشة: أنّ آمالًا كبيرة كانت مُعلّقة على إمكانية تغيير سلوك السلطة ووقف الاعتقالات السياسية تزامنًا مع تصاعد عمليات المقاومة في الأراضي الفلسطينية، وأن يُعتبر جميع أفراد وقادة المقاومة حالات وطنية يمنع المساس بهم، لكنّ النخبة المتنفذة في السلطة تصر على هذا السلوك مع الاحتفاظ بعلاقات مميزة مع حكومات الاحتلال.

واستدرك: أنّ السلطة نجحت في أن تعزل نفسها عن الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية وأجنحة المقاومة، وهي الخاسر الوحيد من تصرفات المسؤولين المتنفذين فيها، ولا يعود عليهم أيّ مكسب حقيقي من وراء استمرار الاعتقالات السياسية بحق المقاومين والنشطاء والمعارضين.

وبيّن أنّ الشخصيات المتنفذة في السلطة حريصة جدًّا على عدم إيجاد مؤسسة حقيقية منتخبة تستطيع أن تحارب هذه التصرفات السيئة.

وأشاد بحملة الفجر العظيم وعنوانها "الضفة درع القدس"، وعدَّ أنها حامية للمقاومة والمقاومين.

ونبَّه إلى أنّ الأعداد الكبيرة التي تذهب للصلاة والرباط في المسجد الأقصى خاصة في العشر الأواخر من رمضان، ردُّ فعل طبيعي على تصاعد انتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين بحقّ الأقصى، وللتأكيد على قدسية هذا المكان وأنّ الشعب الفلسطيني لن يتنازل عنه أو عن شبر واحد من القدس تحت أيّ ظرف كان.