أكد رئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس المحتلة ديمتري دلياني رفضه لممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسيحيين وحصار كنيسة القيامة وتحديد أعداد المصلين المشاركين في احتفالات "سبت النور"، عادًّا إياه "تدخلًا سافرًا في حرية العبادة".
وفرضت سلطات الاحتلال قيودًا مشددةً على احتفالات المسيحيين في مدينة القدس المحتلة بيوم "سبت النور"، الذي يسبق "عيد الفصح المجيد"، عبر نصب الحواجز العسكرية في البلدة القديمة ومحيط كنيسة القيامة.
وقررت سلطات الاحتلال السماح فقط لـ 1800 مشارك بالدخول إلى كنيسة القيامة و900 إلى ساحاتها وإلغاء تصاريح مسيحيي قطاع غزة.
وقال دلياني لصحيفة "فلسطين": إن هذه الممارسات التي ينفذها الاحتلال باستخدام قوّة السلاح والإرهاب لا تخرج عن نطاق سياسة حكومات الاحتلال المتعاقبة في فرض أمر واقع جديد يتنافى مع الوضع القائم في الوقت الحالي.
وأضاف أن "الاحتلال لا يرى في الوضع الراهن في الأقصى ما يخدم روايته اليهودية لذلك يسعى لتغييره عبر فرض إجراءات على المسلمين والمسيحيين واضطهادهم دينيًا وسلخ القدس من هويتها الإسلامية والمسيحية الحقيقية واستبدالها بعناصر زائفة".
وشدد على أن "المسيحيين يتعاملون مع حصار الكنيسة ونشر الحواجز العسكرية كأنها غير موجودة"، متابعًا: "سنخترق هذه الحواجز كما كل عام، ولن نعترف بأي قرار أو سياسة يحاول الاحتلال فرضها علينا".
وجدد التأكيد "سنتمكن بأعداد كبيرة من تجاوز جميع حواجز الاحتلال المفروضة علينا وسُنفشلها كما كل عام".
وعدّ دلياني قرار الاحتلال بحصر أعداد المشاركين في الكنيسة "خرقًا لحق المسيحيين الطبيعي في الوصول إلى أماكن العبادة ولا نقبل المساس به"، مؤكدًا أن غزة والضفة والداخل المحتل وحدة جغرافية واحدة.
وأوضح أن المسيحيين لا يعترفون بالأرقام التي حددها الاحتلال للمشاركة في احتفالات "سبت النور"، عادًّا أن كل ما يحاول الاحتلال فرضه "أمر لاغٍ وغير شرعي ولا نتعامل معه".
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول فرض هوية جديدة على مدينة القدس ويحاصر ويطمس جميع المظاهر غير اليهودية في القدس مثل الاحتفالات في شهر رمضان المبارك والأعياد المسيحية وخاصة "سبت النور".
وبحسب دلياني فإن الاحتلال يسعى لطمس الهوية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس، والتي تظهر جليًّا للعالم بأكمله، "لن تكون القدس أبدًا عاصمة للشعب اليهودي، إنما عاصمة لفلسطين فقط".
وقال: "سنواصل الاحتفال ولن تثنينا ممارسات الاحتلال وسنفعل كما فعلنا منذ بدء سياسة التضييق على الاحتفال بالأعياد قبل 15 عامًا"، مشددًا "لا نعترف بشرعية الاحتلال وسلطته على الأماكن المقدس ولا نعير اهتمامًا لما يحاول الاحتلال فرضه علينا".
وطالب رئيس التجمع الوطني المسيحي المجتمع الدولي والدول الداعمة للاحتلال بأن يستفيقوا ويدركوا مدى الإجرام الذي ترتكبه حكومة الاحتلال بحق المسلمين والمسيحيين من أبناء الشعب الفلسطيني، عادًّا الدول الداعمة للاحتلال "شركاء في الجريمة".
وكانت "كنائس القدس" أكدت في بيان صحفي رفضها لكل محاولات سلطات الاحتلال التضييق على المحتفلين بـ"سبت النور" في مدينة القدس المحتلة.