فلسطين أون لاين

تقرير مقدسيات يواجهن سياسة إبعادهن عن "الأقصى" بالرباط على أبوابه

...
مقدسيات يواجهن سياسة إبعادهن عن "الأقصى" بالرباط على أبوابه
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

لم تتوان المقدسية هنادي حلواني (43 عامًا) عن الرباط أمام بوابات المسجد الأقصى المبارك، غير آبهةٍ بانخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار ومنعها من الوصول إليه.

وجدت حلواني وعدد من زميلاتها المرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فرصة لهن لمواصلة رباطهن على بواباته للتأكيد على تمسكهن به وعدم التفرد فيه.

وفي طريق المجاهدين -وهي أقرب نقطة إلى المسجد الأقصى يستطيع المبعدون عنه الوصول إليها- تفترش حلواني، وعايدة الصيداوي، وخديجة ونفيسة خويص، الأرض ويصطففن لأداء الصلاة وقراءة القرآن الكريم، للتأكيد على قربهن وتعلقهن بأولى القبلتين.

وقالت حلواني لصحيفة "فلسطين": إن الأوامر العسكرية الإسرائيلية بمنعنا من الصلاة في الأقصى، لن تقف حائلًا أمامنا وسنواصل رباطنا في أقرب نقطة منه ولن نتركه لقمة سائغة بين أنياب الاحتلال ومستوطنيه".

وأضافت أنها من أوائل المبعدات عن الأقصى اللواتي اخترن طريق المجاهدين للرباط هناك عام 2017م، مبينة أن مجموع قرارات إبعادها تجاوزت الست سنوات.

وأشارت إلى أن المبعدين عن الأقصى يفترشون الأرض للفت أنظار العالم لمعاناتهم وحرمانهم من أبسط حق ديني وهو الصلاة وحرية العبادة في المسجد.

وأكدت أن شرطة الاحتلال تضع سلسلة من العراقيل لمنعهم من الرباط عبر مراقبتهن بواسطة الكاميرات الإلكترونية، أو أن يجلس جنود الاحتلال في الأماكن التي اخترنها للصلاة ويطلقون في أثنائها ضحكات استفزازية يصاحبها إطلاق ألفاظ نابية، "في محاولة لدفعهن لمغادرة المكان".

وشددت على أنه "كلما زادت شرطة الاحتلال في ملاحقتي، فلن أزداد إلا قوةً وتأثيرًا وهذا ما يغيظ الاحتلال"، موضحة أنها تعاني من مضايقات المستوطنين باستمرار، لكن هذا يزيدها قوة وإصرارًا على الرباط.

"باب الحديد"

وعلى مقربة من حلواني، تجلس المرابطة المقدسية عايدة الصيدوي (62 عامًا) التي بينت أنها عاشت 46 عامًا، بجوار باب الحديد، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.

وقالت الصيداوي: إن قرارات الاحتلال بإبعادها عن الأقصى لن تجدي نفعًا، فهي تصل يوميًا للرباط في طريق المجاهدين القريب من المسجد هي وعدد من زميلاتها اللواتي أبعدتهن قوات الاحتلال سابقًا.

ودعت الصيداوي كل أبناء الشعب الفلسطيني ومن يستطيع الوصول إلى الأقصى للزحف إليه والاعتكاف والرباط فيه ليس فقط في شهر رمضان -بالرغم من أهميته- لكن طوال أيام العام من أجل إفشال مخططات سلطات الاحتلال للسيطرة عليه وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.

ولفتت إلى أن العام 2003م، كان فاصلًا في حياتها كون الاحتلال شرعن للمتطرفين اقتحام المسجد الأقصى، وبدأت ترابط في المكان يوميًا، مؤكدةً أن حماية الأقصى واجب يقع على كل مسلم حر.

وأشارت إلى أنه بالرغم من تعرضها للتنكيل والضرب المبرح والسحل والاعتقال طوال الأشهر والسنوات الماضية، إلا أنها لن تتوانى عن الرباط على مقربة منه.

وذكرت أن آخر قرار حصلت عليه لإبعادها عن الأقصى كان قبل أسبوع من دخول شهر رمضان المبارك، ومدته ستة أشهر، مبينة أنها سجنت ثلاث مرات فيما بلغ مجموع سنوات إبعادها عن الأقصى ما يزيد عن أربعة أعوام ونصف العام.

وتختتم المقدسية الصيداوي كلامها بمطالبة أحرار العالم العربي والإسلامي بنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك والضغط على حكوماتهم لمنع تغول الاحتلال عليه فهو ملك للجمع المسلمين في جميع بقاع العالم.

استهداف ممنهج

وترفض السبعينية نفيسة خويص، الانصياع لإملاءات شرطة الاحتلال والمستوطنين بإبعادها عن المسجد الأقصى الذي كبرت وترعرعت في باحاته المقدسة.

وقالت خويص -الأم لستة أبناء و4 بنات- لصحيفة "فلسطين": إنها تحرص عندما تكون مبعدة عن المسجد الأقصى على أداء كل صلواتها على أحد أبوابه.

وتفتخر برباطها على أحد أبواب المسجد، عادّةً ذلك تأكيدًا منها على تمسكها فيه وعدم التخلي عنه وأن إجراءات الاحتلال الظالمة واستهدافه الممنهج للمرابطين لن يمنعها من مواصلة مشوارها في الرباط بالمسجد.

وأشارت إلى أنها تغرس في نفوس أولادها حب الأقصى والرباط فيه والدفاع عنه، بالرغم من جرائم الاحتلال الممارسة بحق المرابطين والمعتكفين بداخله.

ودعت الدول العربية والإسلامية وخاصة المطبعة مع الاحتلال "لنفض يدها من غبار الذل، والالتفاف حول القدس والأقصى والمقدسيين وحمايته من المخططات الرامية لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، في ظل ما تشهده المدينة المقدسة من ارتفاع وتيرة الاقتحامات والاعتداءات على المصلين وتزامنًا مع ما يسمى بعيد الفصح".