متى يبدأ وقت الاعتكاف ومتى ينتهي.. بالبداية يُعرف الاعتكاف لغة: بلزوم الشيء وحبس النفس عليه، واصطلاحاً هو: "المكث في المسجد بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى".
ويعتبر حُكم الاعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان عند أغلب علماء الأمة "سنة" عن النبي عليه الصلاة والسلام بدليل قول الله تعالى: "أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"(سورة البقرة، 125).
وفيما يرى آخرون أنه اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان في المسجد "سنة مؤكدة" عن النبي عليه الصلاة والسلام، ويختلف حكم اعتكاف هذا الأيام في حق العبد الذي نذر اعتكافها في هذه الأيام فهي في حقه واجبة.
اقرأ المزيد: الاعتكاف في الأقصى حجٌّ مصغر
اقرأ المزيد: لاعتكاف العشر الأواخر ضوابط وآداب ومبطلات
وتأتي الحكمة من تشريع الاعتكاف في الأيام، من أجل تهذيب العبد لنفسه وتزكيتها وتنقية قلبه من غير دون الله عز وجل والتعلق به وحده، من خلال تفرغه للصلاة والقيام والذكر والاستغفار وأمور تعبدية أخرى.
وحيث هذا بتفرغ العبد في ثلث الأخير من هذه الشهر المبارك "شهر رمضان" بالتقرب إلى الله عز وجل بالقيام بالعبادات التي شرعها لنا، والابتعاد والانقطاع عن الناس والأهل ومخالطهم.
وقد اعتكف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في أحاديث صحيحة رواه البخاري ومسلم، ومنها، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط، في قُبَّة تُرْكِيَّةٍ، على سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منه، فقال: «إني اعتكفت العشر الأول، ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت، فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف» فاعتكف الناس معه، قال: «وإني أريتها ليلة وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء» فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء، فَوَكَفَ المسجد، فأبصرتُ الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح، وجبينه ورَوْثَةُ أَنْفِهِ فيهما الطين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر. متفق عليه، لكن لم يذكر في البخاري اعتكاف العشر الأُول.
متى يبدأ وقت الاعتكاف؟
يبدأ وقت اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان، باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة (الشافعية، والحنفية، والمالكية، والحنابلة) قبل غروب شمس ليلة الحادي والعشرين من ليلا شهر رمضان المبارك، وهذا هو المشهور اليوم وتكون أول صلاة للمُعتكف صلاة مغرب الموافق 20 رمضان.
واستُدل على ذلك بحديث أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يعتكِفُ في العَشرِ الأوسطَ مِن رمضان، فاعتكف عامًا، حتى إذا كان ليلةَ إحدى وعشرين، وهي الليلةُ التي يخرُجُ مِن صَبيحَتِها من اعتكافِه، قال: من كان اعتكَفَ معي، فليعتَكِفِ العَشرَ الأواخِرَ).
وعند أحمد واختيار ابن المنذر، وابن القيم، والصنعاني، وابن باز، يبدأ الاعتكاف بعد صلاة فجر يوم الواحد والعشرين من أيام شهر رمضان، واستُدل بذلك بحديث، عائشة أم المؤمنين -رَضِيَ اللهُ عنها- قالت: (كان رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا أراد أن يَعتَكِفَ، صلَّى الفَجرَ، ثم دخل مُعتَكَفَه).
متى ينتهي وقت الاعتكاف؟
ينتهي وقت الاعتكاف في أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، من بعد غروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك باتفاق المذاهب الأربعة، أي بعد صلاة مغرب آخر أيام شهر رمضان، ويحق للمعتكف وقتها إنهاء اعتكافه.
يبدأ الاعتكاف في شهر رمضان الحالي 1444هـ - 2023م، وفق ما نشره الشيخ عبد الباري خلة على صفحته على الفيس بوك منشوراً يقول فيه: "الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد، فيبدأ الاعتكاف من غروب الشمس- ليلة الحادي العشرين- فيدخل المعتكف المسجد -يوم الثلاثاء- قبيل المغرب".
وأضاف الشيخ خلة فيما يخص نهاية وقت الاعتكاف بقوله: "ينتهي بغروب شمس آخر ليلة من رمضان، فيخرج المعتكف ليلة العيد، وإن بقي لصلاة العيد فهو أفضل".
وأخيراً، لا بد من الإشارة إلى أن الاعتكاف ينقسم إلى نوعين كلي ويبدأ قبل غروب شمس ليلة الحادي والعشرين من ليلا شهر رمضان المبارك وجزئي أن يكون الاعتكاف في الليالي فقط، أو في النهار فقط.