فلسطين أون لاين

هل يحلم المتطرف بن غفير بإنشاء المملكة الثالثة؟

دعونا نتفق أولًا أن الإنسان المتطرف يعد شخصًا مريضًا لا يجيد القيام بأعمال القيادة ولا يمتلك ما يخوله تقدير الأمور بشكل صحيح وبالتالي لا يجوز أن يكون في أي موقع قيادي في أي دولة… إنه شخص غير قادر على أن يكون إنسانًا عاقلًا.

"بن غفير" وزير الأمن الداخلي الصهيوني لا يتفنن في ابتكار طرق جهنمية لقتل الفلسطينين فحسب بل إنه بأفعاله الإجرامية هذه يورط كيانه ويدخله عنوة الى مرحلة تعد الأخطر في تاريخه وهي مرحلة تعد الأقرب إلى مرحلة الزوال وتشهد الكثير من استخدام القوة والنار بلا طائل وبطريقة لا تخدم مصلحة الكيان نفسه، وتخلو تمامًا من أي قيمة مضافة .. فأمام كل اعتداء يستطيع فتى فلسطيني منفردًا أن يحول الحالة إلى مأساة مروعة لجيشه ومستوطنيه.

يعدّ بن غفير شخصًا متطرفًا جدًا ولسوء حظ كيانه الغاصب أنه أصبح على رأس الأمن الداخلي لهذا الكيان ويمتلك قوةً هائلة وأموالًا وجيوشًا وإمكانيات ضخمة .. أي أننا أمام حالة تشبه حالة تسليم مسدس محشو بالرصاص لطفل صغير محاط بمجموعة من أقرانه الأطفال.

"بن غفير" والكثير من رفاقه في هذه الحكومة المتطرفة يعانون أمراضًا نفسية خطيرة وهكذا يصبح أي شيء غير سوي من الممكن أن يحدث، وهم مجموعة من الأشخاص الغارقين بالدوافع الدينية التلمودية  المتطرفة والحالمين بإقامة ما يسمونه مملكة بني إسرائيل الثالثة.

لقد كانت المملكة الأولى قائمة بقيادة النبي داوود وخلفه ابنه النبي سليمان عليهما السلام وقد عاشت هذه الدولة لحوالي 80 عامًا فتبعتها مملكة يهوذا التي أسقطها ملك بابل نبوخذ نصر فيما عرف تاريخيًا بالسبي البابلي لليهود وعاشت حوالي 75 سنة.

اعتلى نبوخذ نصر عرش بابل في 23 أيلول/سبتمبر عام 604 ق. م  وهو من أصول فارسية، وبعد مرور عام حدث أن نكث ملك مملكة يهوذا (يهوياكيم) العهد مع نبوخذ نصر وأخلّ بشروط اتفاقية معينة بين المملكتين، عندها قاد نبوخذ نصر حملة عسكرية كبيرة وفرض حصارًا على أورشليم العاصمة، حتى استسلمت في عام 597 ق. م، وقُتل الكثيرون من اليهود وأُسر ما تبقى من سكان الدولة، وكان من بينهم (ياهوكين) ابن يهوياكيم الملك الذي مات في أثناء الحصار، ونقلوا إلى بابل كعمال سخرة.

وقد ورد وصفٌ دقيقٌ لهذا السبي في سورة الإسراء في القرآن الكريم، إذ قال تعالى: “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوًا كبيرًا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدًا مفعولًا”، إذ دُمرت المملكة الثانية وتم سبي سكانها إلى بابل.

لقد حدث ذلك السبي بسبب إخلال الملك يهودا بشروط الاتفاقيات بين مملكة بابل ومملكة يهوذا، فقرر نبوخذ نصر تأديب ذلك الملك فحاصر القدس ثم دخلها ودمر الدولة تدميرًا شاملًا ومات يهوذا في أثناء الحصار وخلفه ابنه الذي وقع أسيرًا ونقل إلى بابل مع من تبقى من اليهود.

إن خطر هذه المجموعة الإجرامية التي تشكل حكومة نتنياهو يتجاوز الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة ولمعرفة مستوى الخطورة علينا التمعن في الخريطة التي نشرها وزير المالية الصهيوني والتي تبين أن إسرائيل تشمل ليس فقط فلسطين إنما تضم الأردن كاملًا وأجزاء من سورية ولبنان والسعودية.

المصدر / رأي اليوم