فلسطين أون لاين

قدرة الأقصى على توحيد الجبهات يثبت أنه بوصلة الشعوب

ابحيص لـ "فلسطين": معركة الاعتكاف بالأقصى عزّزت معادلة "سيف القدس"

...
معتكفون داخل المسجد الأقصى (أرشيف)
عمان – غزة/ يحيى اليعقوبي:

قال الباحث في الشأن المقدسي، زياد ابحيص: إنّ معركة الاعتكاف بالمسجد الأقصى وما تلاها من رد مقاوم من غزة ولبنان، مكّن المقاومة في قطاع غزة من استعادة معادلة الردع بأنها طرف أساسي بالتحكم بما يفكر به الاحتلال تجاه القدس والأقصى، كما مكنها من العودة إلى معادلة "سيف القدس" وإعادة تعزيزها.

وأضاف ابحيص لصحيفة "فلسطين"، أنّ معركة الاعتكاف مكّنت من فتح جبهة لبنان بشكل غير مسبوق منذ 2006، ومكنت من فتح جبهة سوريا التي كان يجري زرع الصواريخ فيها منذ عشر سنوات ولم تفتح، وأعادت الاعتبار إلى دور الفعل الفردي المقاوم كما حدث بعمليتي "الأغوار" و "تل أبيب".

وتابع: "نحن أمام أربع جبهات اشتعلت لأجل الأقصى، كما أنّ الدول التي طبّعت أنظمتها مع الاحتلال كالأردن والمغرب والبحرين كانت سبّاقة بتنظيم وقفات احتجاجية، وهذا يوضح أنّ تطبيع النظام الرسمي لا يضمن تغيير موازين القوى".

ولفت إلى أنّ الأردن وتحت الضغط الشعبي وضغط المعتكفين، اضطر رسميًّا لفتح باب الاعتكاف بجميع الليالي بعدما قرر في البداية فتح الاعتكاف بالعشر الأواخر، وهذا التراجع يعني أنّ المعركة أدت إلى إلغاء التزام أمني كان أحد مخرجات قمة العقبة.

ورأى أنّ قدرة الأقصى على توحيد الساحات والجبهات والحركات الشعبية كما حدث في تركيا كذلك، يثبت أنّ الشعوب لا تزال بوصلتها الأقصى، عادًّا ذلك "خسارة صافية للاحتلال".

وحول تقييمه لما جرى خلال عدوان الفصح العبري، يعتقد ابحيص أنّ ما حدث أمس في يوم يسمى "ورثة الكهنة" أحد أهم أيام الفصح العبري، يدلل أنّ هناك تغييرًا وتراجعًا كبيرًا مقارنة بالسقف الذي رفعه الاحتلال.

وقال: إنّ "جماعة الهيكل كانت تراسل الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، وتطالب بمنع المسلمين من الدخول تمامًا في الأقصى وتخصيصه لليهود، وكانت تنظر للفرصة التاريخية السانحة التي تراها في النفوذ السياسي غير المسبوق للصهيونية الدينية أنها ستتمكّن من تنفيذ التقسيم الزماني بعدم دخول المسلمين في أعياد اليهود".

وأضاف ابحيص أنّ السقف الذي رفعته قوات الاحتلال بأنها ستفرض اقتحامًا هادئًا يحظى بكل أسباب الاستفراد بالمسجد الأقصى، وكان لديها قرار حاسم بمنع الاعتكاف.

ورأى أنّ معركة الاعتكاف أربكت الاحتلال كثيرًا، كما حدث مساء أول من أمس عندما اقتحمت شرطة الاحتلال الأقصى، وأنذرت المعتكفين بالمغادرة، لكنها غادرت وبقي المعتكفون، ولم تجرؤ شرطة الاحتلال على تفريغهم.

 ولفت إلى أنه في صباح اليوم التالي لم تقم بالاعتداء على المصلين في صلاة الضحى كما فعلت الخميس الماضي، لأنّ المعركة فرضت عليهم احترام الشعائر الدينية، ولم تعتقل من كان يُكبّر في طريق المقتحمين من المرابطين.

اقرأ أيضًا: صبري: الاعتكاف في الأقصى لحمايته أصبح واجبًا وليس استحبابًا

ويعتقد أنّ هذا يوضح أنّ الاحتلال لديه حسبة معقدة بالأقصى نتيجة لما ذهب إليه من حماقة، ومحاولته فرض توقيت لدخول المسلمين وإتاحة مساحة مقابلة لصلاة اليهود، وفرض نفسه كجهة مسؤولة عن إدارة الأقصى.

إلا أنّ الباحث المقدسي شدّد على أنّ القضية لم تنتهِ، لأنّ الاحتلال يراهن على البحث عن الانتصارات السريعة، كون المعركة على هوية الأقصى أجندة مركزية للاحتلال لن يتركها لا بجولة أو جولتين.

كما يعتقد أنّ الاحتلال سيبقى يعمل على الإحلال الديني وإزالة الأقصى وبناء الهيكل ما دام يحتل المسجد، لأنّ قوى الإحلال الديني أصبحت مركزية في النظام السياسي الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ أهم ما تمكنت هذه الجولة من استعادته هو أنّ الأقصى صاعق التفجير لكل الجبهات.

المصدر / فلسطين أون لاين