قال العميد ركن متقاعد، الخبير في الشؤون العسكرية أمين حطيط، إن ترابط ساحات المقاومة في فلسطين وخارجها أربك حسابات حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة، وزاد حالة الأزمة التي يعيشها الشارع الإسرائيلي.
وأوضح حطيط في حديث لصحيفة "فلسطين" أن (إسرائيل) تعيش على الصراعات البينية بين خصومها والتفكك بالجبهات، إذ تركزت إستراتيجيتها على تصفية القضية الفلسطينية وفق فكرة الصراعات المذهبية والإقليمية والعرقية في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر أن دولة الاحتلال تعيش في الوقت الراهن في مأزقين؛ الأول التفكك والانقسامات الداخلية، والثاني سقوط فكرة التشرذم الإقليمي الذي يخدم مصالحها، مشيراً إلى أن هذين المأزقين يدفعان لحالة تصدع وذهول في الموقف الإسرائيلي تجعله يتردد في أي قرار يتخذه في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأضاف: "عندما فوجئ الاحتلال بإطلاق الصواريخ من لبنان، عادةً يكون الرد الإسرائيلي فورياً، لكن هذه المرّة امتنع عن ذلك، واجتمع بـ"الكابينت" المصغر، إضافة إلى أنه اعتمد الرد الهزيل دون المس بالمدنيين، خشية ردة فعل حزب الله.
ورأى حطيط أن (إسرائيل) عملت على إستراتيجية التجزئة وشرذمة القضية الفلسطينية إلى ملفات عدّة متباعدة واخترعت لها عناوين مثل القدس والضفة وفلسطينيي الداخل وغزة والشتات.
وبيّن أن دولة الاحتلال كانت تريد من خلال هذه الإستراتيجية بحث كل ملف على حدة في شكل يقود إلى تصفية القضية الفلسطينية بما يناسب المصلحة الإسرائيلية.
وعد أن إستراتيجية تجزئة ملفات القضايا الفلسطينية، سقطت أمام إستراتيجية فلسطينية مقاومة تقوم على ركنين؛ الأول وحدة القضية، والثاني الشعب الموحد الذي يحمل هم قضيته.
اقرأ أيضاً: تقرير "وحدة الساحات".. معادلةٌ أربكت الاحتلال وأظهرت هشاشة منظومته الأمنية
ولفت إلى أنه تمت ترجمة هذين الركنين في وحدة الساحات والتفاعل بينها بشكل لم يعد فيه الاحتلال يتوقع زمن ومكان حدوث الضربات، واصفًا ذلك بأنه يندرج ضمن سياسة "المفاجآت المتلاحقة".
وأشار إلى "أنه في الوقت الذي كانت تشتعل المواجهات في القدس وتعتدي شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى، إذ بتنفيذ عملية إطلاق نار بطولية في منطقة الأغوار بالضفة الغربية، ثم تبعتها عملية أخرى في (تل أبيب)، وهو "ما شكّل صدمة للاحتلال".
وبيّن حطيط أن سلسلة المفاجآت تتوالد من فكرة وحدة الساحات التي تعد ثمرة وحدة القضية والشعب الفلسطيني الذي حاول الاحتلال أن يقسمه تحت عناوين متعددة، "لكنه يُظهر في سلوكه أنه شعب لا يمكن تجزئته".
وشدد على ضرورة استثمار وحدة الساحات بين المقاومة داخل فلسطين وخارجها، عبر ترجمتها ميدانياً، عاداً إياها فرصة لإخفاء بعض الصراعات الطفيفة بين المكونات الفلسطينية، ما يعود بالنفع على القضية الفلسطينية عبر تحشيد الجهود وتوحيدها لمواجهة ممارسات الاحتلال.
وتابع: "يجب أن تتوحد الجهود وتتكامل الطاقات خدمة للقضية الفلسطينية وتحقيقاً لمصالحها بدلاً من مصالح الاحتلال".